الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتقادات حادة لتباطؤ تنفيذ وعود "شولتس" لتحديث الجيش الألماني

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن خطط كبيرة لتحديث وتطوير القوات المسلحة الألمانية، وصرح بأن ألمانيا وصلت إلى "نقطة تحول تاريخية" تستدعي الاستثمار في الجيش، لكن رغم هذه التصريحات، تشير تقارير إلى أن واقع الجيش الألماني لا يزال ضعيفًا، إذ يعاني من نقص حاد في العتاد والذخيرة والمعدات.

وانتقد التقارير، المدعومة بشهادات لجنود، عدم قدرة ألمانيا على تحويل ما أعلنته من خطط إلى تطورات ملموسة على أرض الواقع.

في غضون الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في نهاية فبراير 2022، أعلن شولتس أن حكومته ستنشئ صندوقًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، وستزيد الإنفاق الدفاعي لبلوغ هدف 2٪ من عتبة الناتج المحلي الإجمالي التي فرضها الناتو.

وقال "شولتس" إن العالم كان عند "نقطة تحول تاريخية"، في خطاب يمثل خروجًا جذريًا عن تصريحات ما بعد الحرب الباردة، التي أدت إلى تجريد الجيش من التمويل على المركبات العاملة والذخيرة والطعام وحتى الأحذية.

ومع ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تصريح "نقطة تحول تاريخية" نادرًا ما كان مرئيًا للجنود العاديين، إذ قالت إنهم ما زالوا يفتقرون حتى الآن إلى البنية التحتية والذخيرة والمعدات الأكثر عادية.

وذكرت الصحيفة أنه في مدرسة المدفعية العسكرية الألمانية، يتم إلغاء التدريبات بشكل روتيني بسبب نقص الذخيرة، ولم تتلق القوات بعد بدائل لـ14 مدفع هاوتزر تم شحنها إلى أوكرانيا، وأيضًا تقرر تأجيل تجديد مباني المدرسة حتى عام 2042، مما يعني أنه سيتعين على الجنود التعامل مع النوافذ المكسورة والأسطح المهترئة والمراحيض في حالة سيئة، لدرجة أنها أُغلقت بشكل دائم العام الماضي.

على الرغم من أن الجيش كلف أول كتيبة مدفعية جديدة في أكتوبر، إلا أنه يضم الآن خمس كتائب فقط، مقارنة بـ83 في ذروة الحرب الباردة. وبالمثل بينما تخطط ألمانيا لزيادة عدد أفراد الخدمة الفعلية إلى ما يزيد قليلًا على 200 ألف بحلول عام 2030، كان لديها ما يقرب من نصف مليون رجل يرتدون الزي العسكري خلال الحرب الباردة.

علاوة على ذلك، تعطل البيروقراطية الألمانية شراء أسلحة جديدة كان وعد بها شولتس، إذ بالنسبة لأي طلبات شراء تزيد قيمتها على 5 آلاف يورو، يجب على الأفراد العسكريين تقديم طلب إلى مكتب مشتريات يديره مدنيون، بينما كان معلومًا سابقًا أن الموظفين من المدنيين يستغرقون سنوات لإكمال الطلبات.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه وسط الاندفاع لتسليح أوكرانيا، تظل إمدادات الأسلحة والذخيرة منخفضة، وبحلول الوقت الذي يلحق فيه الإنتاج بالركب، سيكون التضخم قد رفع سعر شرائه وخفض قيمة استثمارات شولتس.

وقال الكولونيل السابق رودريش كيسويتر للصحيفة الأمريكية: "نحن شهود على خداع".

صحيفة نيويورك تايمز ليست الأولى التي تلاحظ أن "نقطة تحول تاريخية" كانت مجرد تصريحات خاوية، في الوقت الذي اتهم فيه سياسيون معارضون شولتس بـ"الإخلال بوعده" للجيش.

في نوفمبر الماضي، قال جنود لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية إن أفرادًا من قوات الناتو الأخرى يسخرون من أجهزة الراديو التي عفا عليها الزمن في التدريبات المشتركة.

وبحلول فبراير من العام الجاري، أُفيد بأنه تم تخصيص أقل من ثلث صندوق الحرب البالغ قيمته 100 مليار يورو للعقود، وفشلت برلين في تحقيق هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2٪ في عامي 2022 و2023.

في حالة استمرار التنشيط العسكري الألماني بوتيرته الحالية، ترى المفوضة البرلمانية إيفا هوجل، في تقرير في وقت سابق من هذا العام: "سيستغرق الأمر (تحديث الجيش الألماني) نحو نصف قرن قبل تجديد البنية التحتية الحالية بالكامل".