تمكن فريق علمي أمريكي من تطوير لقاح يمكن أن يكون أملًا لأكثر من 20 مليون مُصاب بالسرطان حول العالم، ورغم أن العلاج الجديد أعطى نتائج جيدة في مرحلتيه الأولى والثانية، إلا أن المرحلة الثالثة المتمثلة في التجارب السريرية يمكن أن تمتد لما يقرب من 3 أعوام.
وتعمل العديد من علاجات السرطان التقليدية الحالية، مثل العلاج الكيميائي، عن طريق قتل الخلايا السرطانية، لكنها في الوقت نفسه، كما تشير شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، تقتل أيضًا الخلايا غير السرطانية بجميع أنحاء الجسم، وهو ما يسبب مجموعة من الآثار الجانبية بما في ذلك تساقط الشعر والغثيان والقيء، أو إضعاف جهاز المناعة لدى المصاب ما يهدد حياته.
قوة المناعة
وبعد رؤية مرضى السرطان يعانون الآثار الجانبية المنهكة لعلاجهم، بدأ الطبيب فاجنر، الباحث في مجال السرطان، مهمته في إنتاج علاج للسرطان يُسخر قوة الجهاز المناعي للشخص بدلًا من القضاء عليه، إذ جاءت النتيجة بهذا العلاج كلقاح، بعد أن تمت دراسته منذ عقود، وكل جرعة مخصصة تمامًا لكل مريض، وفقًا للشبكة.
ويعتقد "فاجنر" أن هذا النوع من علاج السرطان يمكن أن يكون مفتاحًا لإيجاد العلاج الذي طال انتظاره للسرطان بجميع أنواعه، إذا اقترن بالكشف المبكر، وتم اختباره على مئات المرضى الذين يعانون أشكالًا مُتقدمة من سرطان الجلد في المرحلة الثانية من التجارب السريرية.
المرحلة الثالثة
أظهرت أحدث البيانات، التي نشرتها الشبكة، أن ما يقرب من 95% من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح فقط ظلوا على قيد الحياة بعد ثلاث سنوات من بدء العلاج، وظل 64% منهم خاليين من المرض، ومن بين أكثر أشكال سرطان الجلد تقدمًا، بلغت نسبة البقاء على قيد الحياة دون مرض بعد ثلاث سنوات للأشخاص المصابين بالمرحلة الثالثة 60%، كما كانت نسبة البقاء على قيد الحياة خالية من المرض بالنسبة لأولئك الذين يعانون المرحلة الرابعة نحو 68%.
وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي الإحمرار أو الألم في مكان الحقن، والحمى والتعب بعد الحقن، ونقلت الشبكة عن طبيب أورام جلدية في مركز للسرطان، عمل مع لقاحات الورم طوال حياته المهنية، إن نتائج اللقاح واعدة، لكنه أشار إلى أن التجارب السريرية في المرحلة الثالثة ستكشف إذا كان هذا اللقاح سيغير قواعد اللعبة حقًا أم لا.
مشكلة التمويل
وبناء على هذه البيانات والدراسات، كشفت الشبكة أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حصلت على لقاح فاجنر لبدء المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، ومن المنتظر أن تكون مدته ثلاث سنوات، بهدف تسجيل 500 شخص ومن المقرر إطلاقه في أي وقت هذا العام.
ويعتبر التمويل هو التحدي الرئيسي أمام المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للمشروع والتي قد تصل تكلفتها إلى 100 مليون دولار، ومن أجل التحايل على ذلك، عمل فاجنر ورفاقه ما يُسمى تجربة السلة، وهو نوع من التجارب السريرية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والتي تسمح باختبار نفس اللقاح الذي أظهر نجاحاً في التجارب السريرية على الورم لأي شخص مصاب بعد استيفاء معايير معينة.
إتاحة اللقاح
كشف الطبيب المطور للقاح، أن هناك 8 أشخاص تلقوا اللقاح من خلال تجربة السلة، كانوا يعانون أنواعًا من سرطان الدماغ والرئة والثدي، كان أولهم ضمن تجربة السلة سيدة تُدعى كاتي كينج، وهي من مواليد ولاية نورث كارولينا، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان المبيض قبل ستة أعوام، ولم تعاني إلا من بعض الإحمرار في موقع الحقن، ولم تكن هناك آثار جانبية أخرى، وهو ما أحدث معها فرقًا كبيرًا في حياتها.
قبل أن يصبح هذا اللقاح متاحًا على نطاق أوسع لعلاج الأشخاص المصابين بالسرطان، أكدت الشبكة أنه يحتاج إلى إظهار النجاح على "تجربة السلة"، ثم الانتقال إلى تجارب سريرية، ثم الحصول على الموافقة النهائية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو ما قد يستغرق سنوات وملايين الدولارات.