الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قادة جيش الاحتلال يعترفون: لن ننقذ المحتجزين إلا من خلال التفاوض

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال يحاولون بيأس البحث عن الرهائن

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يبدو أن خطط الجيش الإسرائيلي المتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية وإعادة المحتجزين الإسرائيليين أحياءً، أصبحت دربًا من الخيال، وذلك عقب تأكيد قادة كبار في قوات جيش الاحتلال، أن تلك الأهداف غير متوافقة، ولا يوجد حل أو سبيل لإطلاق سراحهم إلا من خلال التفاوض.

ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، منذ أكثر من 100 يوم، وأسفرت تلك الحملة التي وصفت بالإبادة الجماعية عن استشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة أكثر من 62 ألفًا، كما خلفت دمارًا هائلًا لحق بالمباني والبنية التحتية للقطاع، بخلاف مئات الآلاف من النازحين الذين استقروا في جنوب القطاع.

الحل الدبلوماسي

وبات قادة الجيش الإسرائيلي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يعتقدون أن هزيمة حماس وإعادة المحتجزين أحياءً أمر غير منظور، وذلك نقلاً عن 4 من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع رفضوا الكشف عن هويتهم، مشيرين إلى أن المقاومة التي أبدتها حماس، بجانب تردد قادة الجيش في الميدان، جعل من غير الممكن استعادة باقي المحتجزين، الذين يبلغ عددهم 130، إلا عن طريق التفاوض.

وكان جيش الاحتلال، كما تشير الصحيفة، أعد خطة توقع خلالها السيطرة العملياتية على شمال غزة وخان يونس ورفح بحلول نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، إلا إنه على أرض الواقع الآن ما زالت المعارك مستمرة في خان يونس، ومدينة رفح جنوب القطاع لم تطأها قدم جندي واحد.

جندي إسرائيلي يقف مترددًا أمام أحد أنفاق حماس
أنفاق حماس

ومن المعوقات التي واجهها جيش الاحتلال أثناء تنفيذ الجزء الثاني من الخطة هي أنفاق حماس، حيث تم تقييمها قبل على أنها تبلغ حوالي 100 ميل، ولكن المفاجأة بالنسبة لهم، اكتشافهم أنها يمكن أن تمتد إلى حوالي 450 ميلًا، مشيرين إلى أن الجيش بعد انسحابه من شمال غزة، عادت الشبكات الاجتماعية التابعة لحماس للعودة مرة أخرى للمكان وبسط نفوذهم هناك.

"البيئة غير مناسبة لتحرير الرهائن".. هكذا وصف محلل في الدراسات الأمنية بجامعة لندن، الوضع بالنسبة للمحتجزين الذين يريد الجيش تحريرهم بالعمليات الخاصة، مشيرًا إلى أن جميع الحلول الأمنية لتحريرهم عن طريق الدخول إلى الأنفاق ومحاولة إخراجهم بالقوات الخاصة أو بأي شيء آخر، محفوفة بالمخاطر.

وأكد المحلل الأمني، أن ذلك لن يؤدي إلا لقتل الرهائن بشكل مباشر أو من خلال الأفخاخ المعروفة، أو حتى عن طريق تبادل إطلاق، واصفًا إياها بالحرب التي لا يمكن الفوز فيها على الإطلاق.

حالة ذعر

وأعرب قادة جيش الاحتلال عن إحباطهم بسبب رفض السياسيين صياغة أي وضع خطط لغزة ما بعد الحرب، الذين يعتقدون أنها ستكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا يتمثل في خسارة حلفائها، بجانب تقصير الجدول الزمني للعمل العسكري في القطاع، وهو ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بعض قادة ميدان الحرب.

جنود إسرائيليون يحملون زميلهم المصاب

وأطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، تعليقات حول ذلك الأمر، وصفتها الصحيفة بأنها تعكس حالة الذعر بين القادة من أن المكاسب التي تحققت خلال أكثر من ثلاثة أشهر من القتال قد تتآكل، بسبب عدم وجود خطة لإدارة ما بعد الحرب، والذي أكد أن عدم الاستعداد لما يسمى بـ"اليوم التالي" في غزة سيكلف الاحتلال ثمنًا باهظًا.

وحذر هاليفي أيضًا من أن الجيش الإسرائيلي قد يحتاج إلى العودة والعمل في المناطق التي أنهى فيها القتال مرة أخرى، كما أن وزير الحرب غادي آيزنكوت، انتقد إدارة بنيامين نتنياهو للحرب المستمرة، مشيرًا إلى أن الحديث عن النصر الكامل على الحركة غير واقعي.

التردد السياسي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الذي قُتل ابنه وابن أخيه في الحرب، نقلت عنه الصحيفة أيضًا أن كل من يتحدث عن الهزيمة المطلقة لحماس في غزة، وأنها لم تعد تمتلك الإرادة أو القدرة، غير حقيقي، موضحاً أن الحقيقة تتمثل في أن أهداف الحرب رغم الأشهر الثلاثة لم تتحقق بعد.

التحذير الآخر خرج من وزير الدفاع يوآف جالانت نفسه، والذي كان قد أكد على انتهاء "المرحلة المكثفة" من الهجوم البري الإسرائيلي في شمال غزة، ولفت إلى أن التردد السياسي بشأن مستقبل غزة، قد يضر بتقدم العملية العسكرية، ولكن الصحيفة أشارت إلى أن الحملة العسكرية شهدت تراجعًا بالفعل، ولكن أيضًا كتائب المقاومة الفلسطينية ما زالت على حالها ومنتشرة في القطاع، ومعظم قيادتهم طلقاء في الشوارع.