أثارت تصريحات الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أندرس فوج راسموسن، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين إلى "استيعاب وجهات النظر الجمهورية" بشأن أزمة الحدود الجنوبية؛ للمساعدة في التقليل من فرص سلفه دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، نوفمبر المقبل.
في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" نُشِرت الأربعاء، دعا "راسموسن"، الرئيس الأمريكي والديمقراطيين إلى التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين بشأن تمويل الحدود الجنوبية، من أجل تأمين مساعدات جديدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، فضلًا عن مساعدة حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، مع كبح جماح نقطة الحديث الجمهورية المتكررة.
وقال راسموسن: "إذا سألني الديمقراطيون عمّا يجب أن أفعله، فإن نصيحتي ستكون استيعاب آراء الجمهوريين بشأن قضية الحدود وإنشاء حزمة من أربعة عناصر: دعم أوكرانيا، ودعم إسرائيل، ودعم تايوان، وحل قضية الحدود".
تابع: "الرئيس بايدن لديه مصلحة في حل هذه القضية قبل بدء الحملة الانتخابية بشكل جدي".
فيما أشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إلى أن الحدود تحولت إلى مصدر قلق رئيسي لناخبي 2024، وحسب استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس الإخبارية"، إذ أيد نحو نصف الناخبين تصريح ترامب المثير للجدل بأن المهاجرين غير الشرعيين "يسممون دماء" البلاد.
وأضاف راسموسن، الذي شغل أيضًا منصب رئيس وزراء الدنمارك من عام 2001 إلى عام 2009، أنه على الديمقراطيين أن يأخذوا في الاعتبار كيف غيرت الهجرة مشهد السياسة الأوروبية، مما أدى إلى تأجيج حملات السياسيين اليمينيين المتشددين في بعض البلدان.
وقال الأمين العام الأسبق لحلف شمال الأطلسي: "إذا لم تعالجوا قضية الهجرة ومسألة الحدود بشكل فعال، فسوف تغذي المتطرفين".
ويواجه بايدن، الذي يهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن موقفه من الهجرة أثناء حملته لإعادة انتخابه، انتقادات متزايدة من الحزبين بشأن تعامله مع الصراع الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث تواجه البلاد ارتفاعًا في معابر المهاجرين، بلغ أكثر من 2.4 مليون مواجهة على الحدود الجنوبية في عام 2023 مقارنة بنحو 1.7 مليون في عام 2021، وفقًا لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
وأوضحت "نيوزويك" أنه على الرغم من اتهام بايدن وقادة سياسيين آخرين ترامب بترديد شعارات هتلر، إلا أن نصف الناخبين يؤيدون وجهة نظره، مشيرة إلى أن تصريحات راسموسن تعكس قلقًا دوليًا من عودة ترامب إلى الحكم وتأثير ذلك على التحالفات الأمريكية، خاصة مع تنامي شعبيته بين الناخبين على خلفية أزمة المهاجرين.
كما أنها تضع ضغطًا إضافيًا على بايدن لتهدئة المخاوف من موقفه من الهجرة وهو يترشح لولاية ثانية، في ظل انتقادات ثنائية الحزبية متزايدة لإدارته أزمة الحدود.
وبالتالي، ربما تغير تصريحات راسموسن من ميزان القوى بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، إذ إن ضرورة تأمين المساعدات للحلفاء قد تدفع الديمقراطيين نحو التنازل للجمهوريين عن ملف الحدود.