وجهت إيران، مساء أمس الثلاثاء، ضربات صاروخية إلى الجماعة المسماة بـ"جيش العدل" في الأراضي الباكستانية، بعد يوم من ضربات مماثلة نفذها الحرس الثوري ضد أهداف بالعراق وسوريا، في تصعيد جديد ينذر بتحول العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط.
تفاصيل الضربة
أعلنت إيران أنها نفذت ضربات صاروخية باستخدام المسيّرات، لتدمير معقلين لجماعة "جيش العدل" المُسلحة، في منطقة "كوه سبز" بإقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، بحسب ما ذكرته "رويترز"، نقلًا عن وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وقالت جماعة "جيش العدل" المسلحة، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، إن الحرس الثوري الإيراني استخدم ست طائرات مسيّرة هجومية وعددًا من الصواريخ لتدمير منزلين يعيش فيهما أطفال وزوجات مقاتليه.
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن السلطات في أقليم بلوشستان، إن فتاتين لقيتا حتفهما وأصيب أربعة أشخاص على الأقل، في منزلين تعرضا للهجوم الإيراني، الذي وقع في قرية "كوه سبز" على بعد نحو 50 كيلومترًا من الحدود الباكستانية مع إيران، وهي موطن الرجل الثاني السابق في جيش العدل الملا هاشم، الذي قُتل في اشتباكات مع القوات الإيرانية، عام 2018.
باكستان تحذر من عواقب وخيمة
أدانت باكستان بشدة، الضربات الإيرانية، داخل حدودها، ووصفتها بأنها انتهاك غير مبرر لمجالها الجوي.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، إن الهجوم على أراضيها أدى إلى مقتل طفلتين بريئتين، وحذرت إيران من عواقب وخيمة، ووصفت الغارة الجوية بأنها انتهاك غير مبرر لمجالها الجوي من قبل إيران داخل الأراضي الباكستانية.
وقالت الوزارة: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا العمل غير القانوني حدث على الرغم من وجود عدة قنوات اتصال بين باكستان وإيران".
وقدمت باكستان - المسلحة نوويًا - احتجاجًا قويًا إلى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية بطهران، واستدعت القائم بالأعمال الإيراني، قائلة إن "المسؤولية عن العواقب ستقع على عاتق إيران بشكل مباشر".
وفي الشهر الماضي، اتهمت إيران مسلحي "جيش العدل" باقتحام مركز للشرطة في إقليم سيستان وبلوشستان الإيرانية، ما أدى إلى مقتل 11 ضابط شرطة إيرانيًا، بحسب وكالة "تسنيم".
وجيش العدل هو جماعة انفصالية مسلحة تعمل على جانبي الحدود، وسبق أن أعلنت مسؤوليتها عن هجمات ضد أهداف إيرانية، وهدفها المعلن هو استقلال إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني.
الضربات الإيرانية في العراق وسوريا
ويأتي الهجوم بعد أن أطلقت إيران صواريخ على شمال العراق وسوريا، أول أمس الإثنين، في أحدث تصعيد للأعمال العدائية بالشرق الأوسط، إذ تدفع الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الثلاثاء، أنه أطلق صواريخ باليستية استهدفت قاعدة تجسس لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد في أربيل" شمال العراق، تزامنًا مع قصف أهداف في سوريا.
وقالت إيران إن الضربات في العراق جاءت ردًا على ما قالت إنها هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني، وأضافت أن أهدافًا في سوريا كانت متورطة في التفجيرات المزدوجة الأخيرة بمدينة كرمان، خلال حفل تأبين قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى.
وتقدم العراق بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، ونفى فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، وجود مراكز تابعة للموساد تعمل في أربيل بإقليم كردستان شبه المستقل.
حرب واسعة النطاق
ولفتت شبكة "سي. إن. إن" إلى أن الهجمات الإيرانية في باكستان والعراق وسوريا، عززت المخاوف من تحول العدوان الإسرائيلي على غزة إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، ذات عواقب إنسانية وسياسية واقتصادية خطيرة.
وأدى العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى استشهاد 24448 وإصابة 61504، فضلًا عن آلاف الجثث مدفونة تحت الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي.
وأدت الحرب إلى نزوح أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وبعضهم نزح عدة مرات، وتسببت في أزمة إنسانية متفاقمة مع عرقلة الاحتلال وصول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود للنازحين في القطاع.
وأوضحت "سي. إن. إن" أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى تصعيد الأعمال العدائية في جميع أنحاء المنطقة، إذ شن حلفاء إيران - ما يسمى بـ"محور المقاومة" - هجمات على دولة الاحتلال وداعميها.
ضربات متبادلة بين الحوثيين وواشنطن
ونقلت الشبكة عن مسؤول دفاعي، إن الجيش الأمريكي شن، أمس الثلاثاء، ضربات جديدة ضد أهداف للحوثيين داخل اليمن، مستهدفًا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي تسيطر عليها الجماعة.
وقال المسؤول إنه بعد ساعات قليلة، أطلق الحوثيون صاروخًا على ممرات الشحن الدولية في جنوب البحر الأحمر، فأصابوا ناقلة بضائع تحمل علم مالطا.
والضربات الجديدة هي الجولة الثالثة من الهجمات التي شنها الجيش الأمريكي ضد البنية التحتية للحوثيين، منذ فجر الجمعة الماضي، عندما نفذت القوات الأمريكية والبريطانية عملية مشتركة استهدفت مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون لإطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار، على السفن التجارية في البحر الأحمر.
هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا
تعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا بشكل متكرر لهجمات صاروخية وطائرات دون طيار من رافضي العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي الأسبوع الماضي، نفذت الولايات المتحدة غارة جوية في بغداد أسفرت عن مقتل زعيم من جماعة مسلحة تحملها واشنطن مسؤولية هجمات ضد أفراد أمريكيين في المنطقة.
التوتر على الحدود اللبنانية
احتدم القتال بين دولة الاحتلال وحزب الله، عبر الحدود اللبنانية، وتعهد الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الأحد الماضي، بمواصلة المواجهات مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية حتى انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.