دخل الحرس الثوري الإيراني على خط المواجهة الدائرة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب، والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق في المقابل، إذ أعلن عن توجيه ضربات لأهداف في العراق وسوريا، أمس الإثنين.
ومنذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب، وأرسلت حاملتي طائرات إلى البحر المتوسط، ومبعوثًا لتهدئة التصعيد على الحدود بين دولة الاحتلال ولبنان.
التصعيد بين الاحتلال وحزب الله
لكن مساعي الإدارة الأمريكية فشلت في وقف المواجهات المتبادلة شبه اليومية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتي أسفرت منذ تصاعدها بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة، عن استشهاد 190 شخصًا، بينهم أكثر من 140 عنصرًا من الحزب وأكثر من 20 مدنيًا بينهم 3 صحفيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس". وأدت المواجهات كذلك، إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية، في حين أحصى جيش الاحتلال من جهته مقتل 14 شخصًا بينهم 9 عسكريين.
ضربات الحرس الثوري في العراق وسوريا
ومع استمرار المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أنه قصف بالصواريخ الباليستية مقرًا تابعًا للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" في إقليم كردستان العراق، وكذلك قصف مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي، في جزء من الأراضي السورية المُحتلة وتدميرها بشكل كامل.
وفي وقت سابق مساء أمس الإثنين، هزّت انفجارات كبيرة مدينة أربيل العراقية، بينما دوت صفارات الإنذار في محيط القنصلية الأمريكية قرب مطار أربيل الدولي.
المواجهة بين الحوثيين وواشنطن
وتزامنت الضربات الإيرانية في العراق وسوريا، مع إعلان الحوثيين في اليمن، استهداف سفينة حاويات في خليج عدن، ترفع علم جزر مارشال وتعود ملكيتها للولايات المتحدة، بصاروخ باليستي أطلقته الجماعة مساء أمس الإثنين.
وهذه المرة الثانية التي يطلق فيها الحوثيون صاروخًا من محافظة البيضاء باتجاه مياه خليج عدن منذ السبت الماضي، بعد تعرض مواقع عسكرية تابعة لهم لهجمات أمريكية بريطانية فجر الجمعة الماضي.
من جهتها، قالت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، إن السفينة الأمريكية المستهدفة بصاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي، لم تبلغ عن إصابات أو أضرار كبيرة وواصلت رحلتها.
وذكرت وكالة "أمبري" البريطانية لأمن الملاحة البحرية، أن استهداف السفينة الأمريكية أسفر عن نشوب حريق بمخزن فيها.
ويأتي استهداف السفينة الأمريكية بعد 3 أيام من العدوان الأمريكي البريطاني على عدد من المواقع في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، ما أسفر عن استشهاد 5 يمنيين وإصابة 6 آخرين بجروح.
وبعد الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة الماضي، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع مع إيران، وقال: "لا نسعى إلى تصعيد، ولا يوجد سبب لحدوث تصعيد يتجاوز ما حدث في الأيام الأخيرة".
وجاءت الضربات الأمريكية البريطانية للحوثيين، بعد أيام من نشر مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرًا أفاد بأن مسؤولين في إدارة بايدن يعكفون على وضع خطط للرد على ما يشعرون بقلق متزايد إزاء توسع الحرب على غزة، إلى صراع إقليمي أوسع وطويل الأمد.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، حذّر في شهر أكتوبر الماضي، من فتح جبهات جديدة ضد الولايات المتحدة، إذا واصلت دعمها الواضح لإسرائيل. ورفض عبد اللهيان، آنذاك، تقديم تفاصيل عن العواقب التي قد تخبئها إيران، ونفى أن تكون إيران قد أصدرت تعليمات لجماعات في سوريا والعراق باستهداف القوات الأمريكية.