في ظل اشتعال التوترات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية المدعومة من أمريكا، والتي انتقلت من الحرب الكلامية بين الجارتين إلى إجراءات تصعيدية، أعلن الزعيم كيم جونج أون، إلغاء جميع المبادرات الدبلوماسية والتضامنية مع سول، بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات وكافة البرامج الساعية إلى إعادة التوحيد أو التعاون بين البلدين.
وعلى نهج الأب والجد، قرر "كيم" تعديل دستور بيونج يانج، وتوصيف "كوريا الجنوبية" بوضوح كعدو أساسي لا يتغير للبلاد.
تهديدات بالحرب
وفي إشارة إلى أولى خطوات بيونج يانج الفعلية لإعلان الحرب، قال "كيم": "قمنا بصياغة موقف جديد بشأن العلاقات بين الشمال والجنوب، وتفكيك جميع المنظمات التي أنشأناها كهيئات تضامن من أجل إعادة التوحيد السلمي مع كوريا الجنوبية في الدورة الحالية لمجلس الشعب الأعلى الذي يناقش قوانين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
واتهم الزعيم الكوري الشمالي، كوريا الجنوبية بـ "العدوان العسكري" في ظل المساعدات المقدمة لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مهددًا بأن حتى أدنى تجاهل للحدود الوطنية أصبح الآن "سببًا للحرب".
وأوضح الزعيم الكوري الشمالي أن الحدود الجنوبية لبيونج يانج تم رسمها بوضوح، لذا فلا يمكن أبدًا التسامح مع أي انتهاك لأراضينا وهوائنا ومياهنا الإقليمية. وحذر "كيم" الجارة الجنوبية من أن أي تهديد لحدود بلاده سيتم النظر إليه على أنه "استفزاز حرب".
تعديل الدستور
وذهب الزعيم الكوري الشمالي إلى حد اقتراح تعديل دستور البلاد لكتابة "كوريا الجنوبية" بوضوح كعدو أساسي لا يتغير للبلاد. وكتب "في هذا الصدد، أعتقد أنه من الضروري مراجعة بعض محتويات دستور جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لقد تذكرت بالفعل في الاجتماع التمهيدي الأخير أن ما يسمى دستور جمهورية كوريا الجنوبية ينص صراحة على أن "أراضي جمهورية كوريا الجنوبية تغطي شبه الجزيرة الكورية وجزيرتها المرفقة".
وأضاف "كيم": "في رأيي، يمكننا أن نحدد في دستورنا مسألة احتلال وخضوع واسترداد جمهورية كوريا الجنوبية بالكامل وضمها كجزء من أراضي جمهوريتنا في حالة اندلاع حرب على شبه الجزيرة الكورية".
وقد تم تعديل دستور كوريا الشمالية عدة مرات منذ عام 1992، عندما رفع والد "كيم"، كيم جونج إيل، إلى مكانة مقدسة أقرب إلى جده ومؤسس البلاد، كيم إيل سونج.
ومنذ ذلك الحين، تم تعديل الدستور بشكل واسع لإعادة تفسير الأيديولوجية الشيوعية للبلاد، وتقديس تطويرها العسكري كفضيلة وطنية، وترسيخ نسل "كيم" كسلالة حاكمة لها.