أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمرشح الجمهوري الأوفر حظًا للانتخابات الرئاسية 2024، حول اعتبار المحتجزين ضمن قضايا اقتحام مبنى الكابيتول "رهائن" في 6 يناير، في غضب واسع من المشرعين بالشيوخ الأمريكي، ليس فقط بين أعدائه من الديمقراطيين، بل رفقائه من الجمهورين أيضًا، والذين اعتبروهم مجرد مجرمين تم تحفيزهم حاولوا تعطيل التداول السلمي للسلطة.
وأدين ما يقرب من 900 مواطن أمريكي بارتكاب جرائم تتعلق بأحداث 6 يناير، حيث تم إدانة حوالي 170 شخصًا، بينما اعترف أكثر من 710 أشخاص بالذنب، وحكم على أكثر من 450 من هؤلاء الأفراد بالسجن، ودعا ترامب خلال خطابه الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره بولاية آيوا في منطقة كلينتون إلى الإفراج عن رهائن أحداث الكابيتول، لافتَا إلى أن البعض يسميهم سجناء، ولكنه يسميهم رهائن مطالبًا الرئيس الحالي جو بايدن بإطلاق سراحهم على الفور.
غضب الشيوخ
وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري، الذين شهدوا أعمال العنف في ذلك اليوم عن غضبهم لصحيفة ذا هيل الأمريكية، من وصف الأفراد الذين أدينوا بارتكاب جرائم بأنهم "رهائن" أو سجناء سياسيون، يجب أن يعفو عنهم أو يطلق سراحهم من قبل الرئيس بايدن.
أكد أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ، عن عدم رضاهم عن هذا التوصيف إطلاقًا، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها نظام قضائي يعمل الجميع من خلاله، والمدانين بالجرائم الفيدرالية ليسوا رهائن، معربين عن ثقتهم بنظام العدالة الجنائية، لافتين إلى أن مقتحمي الكابيتول كانوا يحملون رايات ترامب ويعلقون أعلامه ويصرخون بالولاء له.
تصرفات غوغاء
واتهم أعضاء الشيوخ من الحزب الديمقراطي أنصار ترامب باستخدام الإرهاب لمحاولة وقف العمل الديمقراطي الذي انتهى بفوز الرئيس الحالي جو بايدن، مشيرين إلى أن أكاذيب ترامب بشأن الانتخابات المسروقة، كانت الدافع وراء تصرفات "الغوغاء" ممن اجتاحوا شرطة الكابيتول.
واستغرب الأعضاء وفق ما نقلته صحيفة ذا هيل الأمريكية عنهم، من وصف المدانين بأنهم رهائن، بعد قيامهم بالتعدي على أفراد الشرطة بالضرب واقتحام قاعات الشيوخ ومحاولة طرد رئيس مجلس النواب، بجانب بناء مشنقة في ساحات المكان، والهتافات التي تكررت بضرورة قتل نائب الرئيس.
رفقاء الحزب
حتى مع تفضيل ترامب الشديد للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، لم يكن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري الذين تحدثوا مع صحيفة ذا هيل على استعداد لموافقة ترامب على وصفه المدانين في اقتحام الكابيتول بأنهم رهائن أو حتى سجناء سياسيين يجب الإفراج عنهم.
وأكد أعضاء الحزب الجمهوري الموالين لترامب أن المدانين بارتكاب الجرائم الفيدرالية، يستحقون العقوبة على الفور، ويعتبرون مجرمين أمام القانون، مستبعدين فكرة تصويرهم على أنهم مضطهدون بشكل غير عادل بسبب معتقداتهم السياسية ويستحقون العفو الشامل.
ويرى أعضاء الشيوخ الجمهوريون أن أحداث 6 يناير، كشفت عن وجود أشخاص انتهكوا القانون، وحاولوا وقف التداول السلمي للسلطة بعد الانتخابات الديمقراطية التي تمت في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، معتقدين أن فكرة العفو عنهم التي أعلن عنها ترامب إذا أصبح رئيسا سيئة.
آخر القضايا المنظورة
يذكر أن يوم الثلاثاء الماضي حكم على راي إيبس، 62 عامًا، الذي كان في قلب أحداث هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول، بالسجن لمدة عام لدوره في أعمال الشغب، حيث كان قد أقر بالذنب في تهمة واحدة، واعترف بالانخراط في سلوك غير منظم أو تخريبي بعد اقتحام مبنى الكابيتول.