الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فبراير 2024.. الأرض تصل إلى مستويات قياسية في الأحداث المتطرفة "مناخيا"

  • مشاركة :
post-title
التصحر يأكل الأخضر واليابس بسبب التغيرات المناخية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

حذر تقرير حديث من المستويات القياسية للأحداث المتطرفة التي يشهدها العالم بسبب التغيرات المناخية عام 2024، والذي من المنتظر أن يكون الأكثر دفئًا على الإطلاق بمتوسط درجة حرارة تزيد على 1.5 درجة مئوية، وهي الأعلى في التاريخ منذ بدء قياس درجة حرارة الأرض.

وأشارت توقعات هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في تقريرها السنوي لعام 2024 أنه ربما يشهد أحداثًا شديدة بسبب التغيرات المناخية التي تسببت فيها الثورة الصناعية، حيث من المنتظر أن يشهد موجات من الحر أكثر تطرفًا، بجانب العديد من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.

رسم بياني يوضح مستوى ارتفاع درجات حرارة الأرض
الأحداث المتطرفة

وشهد عام 2023 تسجيل عدد كبير من الأحداث المتطرفة في جميع أنحاء العالم، والتي كان لها -وفقًا لكوبرنيكوس- آثار كبيرة على صحة الإنسان والنظم البيئية والطبيعة والبنية التحتية، حيث زادت انبعاثات الكربون العالمية المقدرة من حرائق الغابات في عام 2023 بنسبة 30% مقارنة بعام 2022، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حرائق الغابات المستمرة في كندا.

ومن بين الحالات الأكثر استثنائية، كانت الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف والحرارة الشديدة، حيث كانت درجات الحرارة في أوروبا أعلى من المتوسط ​​لمدة 11 شهرًا خلال عام 2023، بينما سجل الشتاء الأوروبي من ديسمبر 2022 إلى فبراير 2023، ثاني أدفأ شتاء على الإطلاق.

الأمطار الغزيرة

أدى هطول الأمطار الغزيرة على نطاق واسع في عام 2023 إلى التخفيف جزئيًا من الظروف المستمرة الأكثر جفافًا في العديد من المناطق بأوروبا وإفريقيا، ولكنها أحدثت في الوقت نفسه كما تقول هيئة المناخ الأوروبية، فيضانات واسعة النطاق، بسبب مرور الأنهار الجوية والأمطار الموسمية، وأنظمة الضغط المنخفض الكبيرة والأعاصير المدارية.

كما عانت العديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم من نقص هطول الأمطار لفترة طويلة، ولا سيما في الشمال وأمريكا الجنوبية، وغرب إفريقيا.

الغازات الدفيئة

واستمرت تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي في الزيادة، ووصلت إلى مستويات قياسية في عام 2023، حيث وصلت إلى 419 جزءًا في المليون، وكانت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في عام 2023 أعلى بنسبة 2.4 جزء في المليون مما كانت عليه في عام 2022 وزادت تركيزات الميثان بمقدار 11 جزءًا في المليون.

ومن بين العوامل المؤثرة أيضًا في التغير المناخي هو زيادة بخار الماء في طبقة الستراتوسفير بسبب ثوران بركان هونجا تونجا، وانخفاض الهباء الجوي بسبب انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، واقتراب الدورة الشمسية الحالية إلى ذروتها.

الأرض تسجل مستوى قياسي في درجات الحرارة 2023
الفصول الأربعة

كانت درجات الحرارة متباينة للغاية في الفصول الأربعة في جميع أنحاء أوروبا، وخاصة في فصلي الربيع والصيف عندما لوحظ تناقض صارخ في الظروف في جميع أنحاء القارة، حيث احتل الصيف الماضي المرتبة الخامسة الأكثر دفئًا وبلغ متوسط ​​درجة الحرارة 19.63 درجة مئوية.

كما أدت الموجات الحارة إلى كسر عدة أرقام قياسية لدرجات الحرارة اليومية في جميع أنحاء العالم، وساهمت الظروف الحارة والجافة في بعض المناطق في انتشار حرائق الغابات على نطاق واسع، ولفت التقرير إلى أن السبب في ذلك لا يعود إلى ظاهرة النينيو والاحتباس الحراري فحسب.

وكشف التقرير أن سبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة يعود أيضًا، إلى دفء درجات حرارة سطح البحر في جميع أنحاء العالم، والانخفاض القياسي في حجم الجليد البحري في القطب الجنوبي، والظواهر المتطرفة على الأرض، والتي تعتبر عوامل واضحة، ومساهم رئيسي في ارتفاع درجات الحرارة.

أما في الخريف فكانت هناك عواصف متعددة وفيضانات مرتبطة بها، وحدثت ظروف باردة بشكل خاص في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر في جميع أنحاء الدول الاسكندنافية، في حين شهدت بقية القارة درجات حرارة أعلى من المتوسط، ما جعله ثاني أدفأ خريف مسجل.

الجليد والبحار

كان عام 2023 مميزًا بالنسبة للجليد البحري في القطب الجنوبي، فقد وصل إلى مستويات منخفضة قياسية في نفس الوقت من العام خلال 8 أشهر، وكما تقول الهيئة الأوروبية فقد تم تصنيف مدى الجليد البحري في القطب الشمالي عند ذروته السنوية في شهر مارس من بين أدنى أربعة تسجيلات لهذا الوقت من العام.

أيضا سُجلت أرقام قياسية في درجات حرارة سطح البحر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أعلى مستويات يومية على مستوى العالم، حيث المتوسط ​​العالمي لدرجات حرارة سطح البحر ظل مرتفعًا بشكل غير عادي وأعلى بكثير من السنوات الأكثر حرارة السابقة، كما لوحظت موجات الحر البحرية في أجزاء من شمال المحيط الهادئ والمحيط الهندي، والتي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة ومدمرة في بعض الأحيان على نظم المحيطات والتنوع البيولوجي، وتؤدي إلى آثار اجتماعية واقتصادية.