الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اقتحامات واعتقالات وحصار.. الضفة الغربية المحتلة على شفا الانفجار

  • مشاركة :
post-title
وتيرة المواجهات تزداد في الضفة الغربية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ثمة تحذير شديد اللهجة وجهه مسؤولو جيش الاحتلال إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وأعضاء مجلس الحرب، من "منحدر زلق" قد يقود إلى تصعيد وشيك في مدن الضفة الغربية المُحتلة، الأمر الذي قد يُشكل "جبهة جديدة سيتعين على إسرائيل التعامل معها بقوة كبيرة".

وجاء التحذير الذي أوردته "القناة 12 " الإسرائيلية، في ظل العمليات العسكرية المكثفة التي يجريها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وارتفاع وتيرة الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 340 فلسطينيًا برصاص الاحتلال في أنحاء الضفة المحتلة.

وأفادت القناة العبرية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، وكبار الضباط الإسرائيليين، وجهوا تحذيرات واضحة ومباشرة لمجلس الحرب، في مناسبات مختلفة خلال الأيام الماضية، شددوا من خلالها على أن "الضفة الغربية على شفا الانفجار"، معتبرين أن "الأمر قد ينتهي باندلاع انتفاضة ثالثة". 

وعللت القيادات العسكرية في جيش الاحتلال تحذيراتهم بـ"تصاعد الغليان الناجم عن الصعوبات الاقتصادية، ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في إسرائيل"، وشدد التقرير على أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك المسؤولون في جهاز الأمن العام (الشاباك)، "شركاء في هذه المخاوف وانضموا إلى تحذيرات الجيش".

وذكر التقرير أن هذه التحذيرات تأتي على خلفية امتناع نتنياهو -الذي يتعرض لضغوط من شركائه في الحكومة- عن طرح مسألة "السماح بدخول عدد كبير من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل" لتصويت الكابينيت الأمني والسياسي، وكذلك في ظل رفض وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.

وتشير توقعات جيش الاحتلال على وجه التحديد والأجهزة الأمنية الإسرائيلية عمومًا، إلى أن "حالة الغليان هذه قد تنتهي باندلاع أعمال عنف واسعة"، وحث المسؤولون في المؤسسة العسكرية، نتنياهو، على "إجراء مداولات مخصصة حول هذه القضية واتخاذ قرارات لمنع اشتعال الوضع الحساس" في الضفة المحتلة.

ولفتت القناة إلى أن المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يشاركون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذه المخاوف، ويضغطون على تل أبيب للعمل على "التخفيف من حدة التوتر في الضفة"، فيما يمتنع نتنياهو من اتخاذ خطوات عملية في هذا السياق؛ بسبب اعتباراته السياسية في ظل الضغوط لتي يمارسها عليه شركاؤه في الائتلاف.

وحسب "القناة 12"، سيحاول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى دولة الاحتلال، الليلة الماضية، الضغط على نتنياهو للسيطرة على وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، لتحويل أموال الضرائب الفلسطينية إلى السلطة.

وبالتوازي مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، ينفذ جيش الاحتلال اقتحامات لمدن وقرى الضفة الغربية، ويعتقل المدنيين الفلسطينيين، إذ ارتفع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى نحو 4700 معتقل.

يشار إلى أن سُلطات الاحتلال تعتقل في سجونها أكثر من 800 أسير مريض، من بينهم نحو 250 أسيرًا يعانون من أمراض مزمنة، منهم 24 أسيرًا يعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.

وتتزامن الاقتحامات والاعتقالات مع تزايد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إذ كشفت مؤسسات دولية وحقوقية فلسطينية، أنه تم تهجير أكثر من ألف فلسطيني من 10 تجمعات خاصة في منطقة الأغوار منذ 7 أكتوبر الماضي.

وتواجه التجمعات البدوية في منطقة الأغوار صعوبات جمة وتهديدات متزايدة لإفراغ مناطقهم المحاصرة بالمستوطنات، حيث لم يعد بمقدورهم كسب رزقهم المعتمد على الرعي بعد إغلاق الأراضي الرعوية.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المستوطنين شنوا أكثر من 170 اعتداءً جسديًا على الفلسطينيين، وهي إحصائية لا تتضمن حالات المضايقة والتحرش والتعدي والترهيب التي تزيد من الضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل.

ووفقًا لمؤسسات دولية زاد عنف المستوطنين من 3 اعتداءات يوميًا إلى 7 في اليوم الواحد، والأغوار الشمالية مثال لما يحدث.