الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غزة لم تعد صالحة للسكن.. وتوصيل المساعدات "مهمة مستحيلة"

  • مشاركة :
post-title
أسرة فلسطينية يجلسون بجوار منزلهم المدمر فى مخيم النصيرات بغزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أصبحت غزة غير صالحة للسكن، والمجاعة تلوح في الأفق، والكارثة الإنسانية تتفاقم، بعد مرور ما يزيد على ثلاثة أشهر بيومين، على العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على القطاع، منذ 7 أكتوبر الماضي.

هكذا وصف مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الحال الذي آلت إليه غزة، جراء العدوان الإسرائيلي، وقال في تقييم قاتم، نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إن سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة "يواجهون تهديدات يومية لوجودهم، بينما العالم يراقب فقط".

وأضاف "جريفيث" أن عشرات الآلاف من سكان غزة، معظمهم من النساء والأطفال، استُشهدوا أو أُصيبوا، وأن العائلات تنام في العراء مع انخفاض درجات الحرارة والمناطق التي طُلِب من الفلسطينيين الانتقال إليها تتعرض للقصف الإسرائيلي.

الوضع الكارثي في غزة

وفصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الوضع الكارثي في غزة، قائلًا إن سكان القطاع يواجهون أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق، والمجاعة قاب قوسين أو أدنى، والمستشفيات القليلة التي تعمل جزئيًا مكتظة وتعاني من نقص حاد في الإمدادات، والمرافق الطبية تتعرض لهجوم لا هوادة فيه، والأمراض المعدية تنتشر، ووسط الفوضى تلد نحو 180 امرأة فلسطينية يوميًا، وأضاف إن غزة ببساطة أصبحت "غير صالحة للسكن".

وشكا جريفيث من أن الوكالات الإنسانية تواجه "مهمة مستحيلة"، وهي محاولة مساعدة أكثر من مليوني شخص في غزة، بينما يتعرض موظفو الأمم المتحدة وعمال الإغاثة من المنظمات الشريكة للموت جراء القصف الإسرائيلي، ويستمر انقطاع الاتصالات، وتتضرر الطرق، ويتم إطلاق النار على قوافل الشاحنات، والإمدادات التجارية الحيوية تكاد تكون معدومة.

وكرر "جريفيث" مطالب الأمم المتحدة بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة والإفراج عن جميع المحتجزين لدى الفصائل، معلنًا أن "الوقت حان لكي يستخدم المجتمع الدولي كل نفوذه لتحقيق ذلك".

تداعيات العدوان على القطاع

وأدى الهجوم الجوي والبحري والبري الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، إلى استشهاد أكثر من 22600 شخص، ثلثاهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع.

وأدى العدوان المستمر منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، إلى نزوح نحو 85% من سكان غزة، وحددت الأمم المتحدة أكثر من 37 ألف مبنى دُمِرت أو تضررت جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع حتى الآن.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أمس الجمعة، إن معظم الأطفال الصغار والنساء الحوامل لا يحصلون على ما يكفي من التغذية، مع دخول أقل من 200 شاحنة مساعدات إلى غزة كل يوم -أي أقل من نصف مستوى ما قبل الحرب- وعرقلة التوزيع بسبب القصف الإسرائيلي.

وخلصت دراسة أجرتها منظمة اليونيسف إلى أن 90% من الأطفال دون سن الثانية يتناولون اثنتين أو أقل من المجموعات الغذائية الخمس الأساسية كل يوم، وخاصة الخبز أو الحليب، وقالت ربع النساء الحوامل إنهن يتناولن مجموعة غذائية واحدة فقط في اليوم.

وتقول "يونيسف" إن حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت من 48 إلى 71 ألفًا، وهو مؤشر على سوء التغذية، وفي العادة يتم الإبلاغ عن 2000 حالة إسهال فقط كل شهر في قطاع غزة.

قطع الغذاء والمياه والأدوية والكهرباء والوقود

وقطع جيش الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والكهرباء والوقود عن غزة مباشرة، بعد هجوم الفصائل المباغت على المستوطنات في غلاف القطاع، في 7 أكتوبر الماضي.

وتدعي سلطات الاحتلال أن هناك ما يكفي من الغذاء في القطاع، وأنها اتخذت الخطوات اللازمة للسماح بدخول المساعدات، ملقية اللوم في أي نقص على هيئات الأمم المتحدة.

لكن المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، أكدت أن "الاستجابة الحالية لا تلبي سوى جزء صغير من احتياجات الناس". وكررت ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الشهر الماضي: "من الخطأ الاستشهاد بفعالية العملية الإنسانية في غزة على أساس عدد الشاحنات فقط.. إن أي عملية مساعدة فعالة في غزة تتطلب توفير الأمن.. يتطلب موظفين يمكنهم العمل بأمان.. وهذا يتطلب قدرة لوجستية جيدة واستئناف النشاط التجاري".