الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارثة إنسانية وتهجير.. تحذيرات من الهجوم البري المتوقع على جنوب غزة

  • مشاركة :
post-title
محاولات انتشال ضحايا العدوان على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

فيما استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، اليوم الجمعة، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية، التي دامت سبعة أيام، استهدف القصف الإسرائيلي مناطق في جنوب القطاع المزدحم، الذي ينتظر هجومًا بريًا واسعًا، رغم التحذيرات الدولية من العدوان على المنطقة المكدسة بسكانها والنازحين إليها من شمال ووسط القطاع.

ورفض مجلس حرب الاحتلال، خلال اجتماع شارك فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، المطلب الأمريكي بضبط النفس في العملية البرية المتوقعة في جنوب قطاع غزة.

وأشارت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إلى أنه طلب من سكان خان يونس الإخلاء جنوبًا نحو رفح، ووصفت منشورات جيش الاحتلال مدينة خان يونس بـ"منطقة قتال خطيرة"، وذلك بعد استئناف العدوان على قطاع غزة.

ويصر جيش الاحتلال على ضرورة التوغل في جنوب غزة، مما ينذر بكارثة إنسانية جديدة خلال فصل الشتاء البارد الممطر، ويدفع نحو موجة تهجير جديدة من المنطقة، وهو الأمر الذي حذرت منه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا".

كما حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أنه لا ينبغي طرد الفلسطينيين من غزة. ومساء الخميس، شارك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اجتماع مجلس حرب الاحتلال، مؤكدًا موقف الإدارة الأمريكية بأن العملية البرية المتوقعة للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة يجب أن تتم بطريقة لا تتسبب في نزوح جماعي للسكان.

ونحو 80 % من سكان قطاع غزة باتوا بلا مأوى، فبعد السابع من أكتوبر، تغيرت كل الأرقام والعمليات الحسابية السكانية هناك، فأصبحت أكثر تعقيدا، لأن نحو 1.8 مليون شخص نزحوا فعليًا من شمالي القطاع إلى جنوبه، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وتقول معلومات "الأونروا" إنه بحلول 29 نوفمبر، كان ما يقرب من 1.1 مليون نازح يقيمون في 156 منشأة تابعة للأونروا في قطاع غزة، وكان ما يقرب من 958 ألف نازح يقيمون في 99 منشأة في المناطق الوسطى وخان يونس ورفح، وفق الأونروا.

واستئناف الهجوم الإسرائيلي المتوقع في الجنوب، قد يجبر مئات الآلاف الذين فروا من مدينة غزة على النزوح مرة أخرى، إلى جانب سكان خان يونس، المدينة التي يسكنها أكثر من 438 ألف نسمة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.

وتقع مدينة خان يونس في النصف الجنوبي من قطاع غزة، وقد لجأ عشرات آلاف النازحين من الشمال إلى المدارس والخيام، مما تسبب في اكتظاظ شديد وسط نقص في الغذاء والماء.

وأصبحت منطقة مستشفى ناصر في مخيم خان يونس نقطة محورية، حيث تضم مدارس ومرافق تديرها وكالة الأونروا، ويقصدها الهاربون من القصف العنيف.

بنيت هذه المؤسسات في الأساس للأغراض التعليمية، أعيد توظيفها كملاجئ منذ بدء الحرب، لكنها تفتقر لأدنى مقومات السكن أو الأمان.

وقد أدى ارتفاع أعداد النازحين الباحثين عن الأمان إلى اكتظاظ هذه المرافق التي تحولت في كثير من الأحيان إلى بؤر خطرة صحيا.

ويجد النازحون الجدد من المناطق الشمالية والمناطق الأخرى المتضررة من النزاع، ملاذا في مخيمات مؤقتة تقع حول المستشفيات والمدارس في الجنوب.

لكن المشكلة أن مدارس الأمم المتحدة والأونروا والملاجئ الحكومية غير كافية لاستيعاب 234 ألف نازح داخليا، سجلهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في خان يونس فقط. ويقيم العديد منهم في مخيمات مؤقتة.

وتستوعب ملاجئ الأمم المتحدة عددا أكبر بكثير من الأشخاص مما يفوق طاقتها الاستيعابية، وهي غير قادرة على استيعاب الوافدين الجدد.

ويساهم الاكتظاظ في انتشار الأمراض، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، مما يثير مخاوف بيئية وصحية. وفي المتوسط، يتقاسم 160 شخصًا يقيمون في مدارس الأونروا في جنوبي قطاع غزة مرحاضًا واحدًا.

ومع تكدس غالبية سكان غزة في الجنوب، فمن المرجح أن يؤدي العدوان الإسرائيلي المتوقع على المنطقة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.

وبينما يترقب العالم بقلق عميق ما سيجري في الأيام المقبلة، فإن التوقعات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الهجوم البري على الجنوب قد يستغرق شهرين أو ثلاثة.