طالبت عائلات عدد من الأسر الإسرائيلية، الذين لقوا حتفهم داخل منزل في إحدى مستوطنات غلاف غزة، بنيران دبابة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، "أفيف كوخافي"، رئيس أركان جيش الاحتلال، بإجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادثة، في حين تأتي هذه المطالبة بعد مرور ثلاثة أشهر على العدوان الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة، الذي خلّف دمارًا هائلًا وآلاف الضحايا من الفلسطينيين، إذ إن الرواية الإسرائيلية للأحداث، تُشير إلى أن عناصر القسام احتجزوا مدنيين إسرائيليين كرهائن داخل منازلهم في مستوطنة "بئيري" قرب غزة، وأن قوات الاحتلال هاجمت هذه المنازل لتحرير الرهائن، مما أدى لمقتل بعضهم.
مقتل 12 إسرائيليًا بنيران صديقة
وفي تفاصيل الحادثة، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن عائلات الضحايا الـ12 الذين قتلوا داخل أحد المنازل في مستوطنة بئيري، بعثوا برسالة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، تطالبه فيها بإجراء تحقيق شامل وشفاف في قرار إطلاق النار من الدبابة الإسرائيلية على المنزل؛ رغم وجود مدنيين إسرائيليين محتجزين داخله.
كما ذكرت الرسالة أن المدنيين الإسرائيليين كانوا محتجزين كرهائن لدى مسلّحي كتائب القسام، وأن اشتباكات عنيفة وقعت بين المسلحين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل. وبحسب شهادتي امرأتين ناجيتين من الهجوم، فإن العديد من الرهائن قُتلوا بنيران الدبابة الإسرائيلية.
كما استشهدت الرسالة التي بثت القناة 12 الإسرائيلية محتواها، بتصريحات العميد باراك حيرام، لصحيفة نيويورك تايمز، حيث قال إنه أمر بإطلاق النار من الدبابة على المنزل، حتى لو أدى ذلك لمقتل مدنيين إسرائيليين محتجزين، وهو ما يثير غضب واستياء عائلات الضحايا.
سنجري تحقيقًا
في المقابل، رد المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على رسالة العائلات، قائلًا إن الجيش سيجري تحقيقًا معمقًا في الحادثة، عندما يسمح الوضع العملياتي بذلك، وستُنشر نتائج التحقيق للجمهور.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ كشف تقرير شرطي في نوفمبر الماضي، أن مروحية إسرائيلية أطلقت النار على فلسطينيين وإسرائيليين في بلدة رعيم بغزة؛ مما أدى لمقتل العديد منهم.
وفي السياق ذاته، شنّت فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي هجومًا واسع النطاق على مستوطنات غلاف غزة، نتج عنه مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين وأكثر من 130 أسيرًا، قبل أن تُجرى صفقة تبادل أسرى أطلقت بموجبها إسرائيل العشرات من الأسرى الفلسطينيين.
أما بالنسبة للضحايا الفلسطينيين جرّاء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فتشير الإحصائيات الرسمية إلى استشهاد أكثر من 22 ألف شهيد، وإصابة نحو 57 ألف مواطن، فيما وصفته منظمات أممية وحقوقية بأنه "كارثة إنسانية".