الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يتساقطون كالذباب.. فشل جديد لعملاء الموساد في تركيا وإيران

  • مشاركة :
post-title
رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قبل أيام، اعتقلت السلطات التركية 34 شخصًا يُشتبه في صلتهم بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في عملية أمنية شملت 8 ولايات، في إطار تحقيق يجريه مكتب التحقيق في قضايا الإرهاب والجرائم المنظمة التابع للنيابة العامة في إسطنبول، حيث تم اتهامهم باستهداف الفلسطينيين الذين يعيشون في تركيا لأسباب إنسانية.

وكشفت التحقيقات أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي جنّد المشتبه بهم بهدف القيام بأنشطة المراقبة والتتبع والاعتداء والاختطاف. وذلك بعد أكثرَ من شهر على إحباط جهاز الاستخبارات التركية محاولةَ الموساد اختطافَ مهندس فلسطيني، ساهم في اختراق منظومة "القبّة الحديدية" عامَي 2015 و2016.

لم تكن الشبكة المنتشرة في الولايات الـ 8 التركية هي أول فشل استخباري يواجه الاستخبارات الإسرائيلية التي نسجت حول نفسها هالة أسطورية لا تستحقها على أرض الواقع. فقد واجه الموساد الإسرائيلي عددًا كبيرًا من الإخفاقات مؤخرًا، وتساقط عملاؤه كالذباب، خاصة في الشرق الأوسط الذي كان يعتبره "ساحته الخلفية".

خلايا اسطنبول

في ديسمبر الماضي، أعلن المدعي العام في إسطنبول لائحة اتهام ضد 17 شخصًا بتهمة العمل لصالح الموساد. وذكر تقرير الاستخبارات التركية أن المتهمين خططوا "لارتكاب جرائم مثل القتل والاختطاف والتهديد والابتزاز في تركيا باستخدام البيانات السرية التي حصلوا عليها من المؤسسات العامة".

خلية الموساد التي قبضت عليها السلطات التركية في يوليو الماضي – وكالات

قبلها، في يوليو الماضي، كشفت الاستخبارات التركية عن شبكة مكونة من 56 عميلًا للموساد في البلاد، حيث تم اعتقال 7 منهم، بحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية.

وذكرت الصحيفة أن المشتبه بهم السبعة وبقية الـ 56 عميلًا مرتبطين بـ 9 شبكات، يُشرف على كل منها 9 عملاء للموساد في تل أبيب، ولديهم القدرة على العمل على نطاق دولي. كما كشفت الاستخبارات التركية أن الجواسيس كانوا يجمعون معلومات عن السيرة الذاتية للرعايا الأجانب من خلال مواقع باللغة العربية قاموا بتدشينها على شبكة الإنترنت، ويتتبعون تحركات المركبات عبر نظام تحديد المواقع العالمي GPS، ويخترقون الشبكات المحمية.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن محققًا خاصًا يُدعى "سلجوق كوجوكايا" أخبر مسؤولي جهاز الاستخبارات الوطنية التركي أنه تم تكليفه بجمع معلومات استخبارية، كما طُلب منه تحديد نقاط ضعف يمكن من خلالها "اتخاذ إجراء" ضد فلسطيني وصل إلى إسطنبول قادما من لبنان. كما طلب منه أحد ضباط الموساد التحري بشأن بعض المطاعم، طالبًا منه معرفة ما تقوم به من أعمال وإرسال صور.

عملاء للموساد قُبض عليهم في طهران- أرشيفية
فشل في طهران

في مارس 2022، كشف الإعلام الإيراني أن ضباطًا في الموساد حاولوا الوصول إلى أجهزة الطرد المركزي من نوع ir6 في منشأة فوردو النووية.

ووفق الإعلام الإيراني، كانت الشبكة تخطط من أجل تنفيذ مخططها قبل عيد النيروز. وأوضح التلفزيون الرسمي أن "أعضاء شبكة الموساد تم إلقاء القبض عليهم من جانب استخبارات حرس الثورة الإيراني"، مؤكدًا أن "جميع الدفوعات للمجندين تمت عبر أموال نقدية تجنبا لتعقب مصادرها".

وأشار التلفزيون الإيراني إلى أن "استخبارات هيئة الطاقة الذرية بالتعاون مع استخبارات حرس الثورة رصدت جميع التحركات وأشرفت على سيرها للوصول إلى رؤوس شبكة الجواسيس وتمكنت من تفكيكها قبل أن تنفذ مخططها في عمل تخريبي بمنشأة فوردو قبل بداية العام الإيراني الجديد (20 مارس 2022)".

وفي يناير الماضي 2023، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، عن تفكيك خلايا تعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. وقالت في بيان إنه "تم إلقاء القبض على 6 خلايا تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منذ 22 ديسمبر 2022"؛ مشيرة إلى أنه "تم التعرف على 23 عنصرًا في محافظات طهران وأصفهان ويزد وأذربيجان الغربية وجُلستان".

وأضافت طهران أنه "تم حتى الآن اعتقال 13 شخصًا كانوا متواجدين داخل البلاد ومصادرة معداتهم العملياتية المختلفة".

خلية كوالالمبور

في أكتوبر 2022، كشفت وسائل إعلام ماليزية عن تفكيك شبكة تجسس تابعة للموساد. حيث نقلت صحف محلية عن مسؤولين قولهم إن الموساد جنّد خلية من 11 ماليزيًا على الأقل بهدف تعقب نشطاء فلسطينيين. كما اختطفت خلية الموساد خبيرًا فلسطينيًا في تكنولوجيا المعلومات -ينحدر من غزة- وسط العاصمة كوالالمبور في 28 سبتمبر، ونقلته إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة. قبل أن تتمكن الاستخبارات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة واعتقالهم، وتحرير الرهينة الذي غادر البلاد بعد الحادث بأيام.

وقتها، كشفت التحقيقات ضلوع خلية الموساد -التي ضمت عملاء ماليزيين تم تدريبهم في دول أوروبية- بالتجسس على مواقع مهمة في البلاد منها مطارات، فضلًا عن اختراقها شركات إلكترونية حكومية.

الأمن الماليزي يعتقل عملاء الموساد في كوالالمبور- أرشيفية
تجنيد واستهداف

كشف التقرير الذي قدمته الاستخبارات التركية لمكتب الادعاء العام، والذي نشرته وسائل إعلام محلية، معلومات عن كيفية تجنيد أعضاء الشبكة الأخيرة، التي ضمت جنسيات غير تركية لم يتم الإفصاح عنها.

ولفت التقرير إلى أن الموساد يُجنّد عملائه عن طريق نشر إعلانات توظيف على مواقع التواصل الاجتماعي أو مجموعات الدردشة المختلفة، أو وضع روابط معينة. ثم يتم التواصل مع الأشخاص الذين يستجيبون لتلك الإعلانات، وهو ما يفتح الباب أمام الموساد للتواصل معهم عقب إتمام تجنيدهم عبر تطبيقي "تليجرام"، و"واتساب"؛ ثم يُطلب منهم تجنيد آخرين لجمع المعلومات المطلوبة.

ويشير التقرير إلى أن الموساد كان يرسل الأموال إلى أعضاء الشبكة بعدة طرق لتضليل الأمن التركي، أبرزها التسليم باليد خارج تركيا، وفي حال كان المبلغ المدفوع كبيرًا، فإن الموساد كان يوفر حقائب ذات أماكن سرية لمنع اكتشاف الأموال أثناء الفحص باستخدام الأشعة. أو يتم تسليم الأموال عن طريق وسطاء، أو باستخدام العملات المشفرة.

وذكرت الاستخبارات التركية أن الموساد كان يجتمع مع عملائه خارج تركيا لتجنب رصدهم من قبل الأجهزة الأمنية التركية. حيث يتم استقبال عملاء الشبكة في فنادق فاخرة، وتضمين تحركاتهم ضمن برامج ورحلات سياحية خاصة. حيث كان العملاء يخضعون لاختبار كشف الكذب، ثم يقوم خبراء الموساد بتدريبهم على الاتصال السري، من خلال تسليمهم أنظمة اتصال سرية، كما تشمل التدريبات أمن التواصل والتشفير.

ويشير التقرير إلى أن أبرز مهام العملاء هي القيام بأعمال التصوير -الفيديو والفوتوغرافي- وتركيب أجهزة تحديد الموقع في سيارات المستهدفين، وفي بعض الأحيان الاعتداء عليهم أو وابتزازهم؛ بالإضافة إلى أعمال الدعاية المضللة، ونشر أخبار كاذبة على الإنترنت، وكذلك تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود، وتوفير منازل آمنة، وتجهيز سيارات إسعاف لاستخدامها وقت الحاجة.