ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بظلالها على احتفالات ليلة رأس السنة هذا العام، إذ نشرت العديد من مدن العالم إجراءات أمنية إضافية، وألغت بعض الأماكن أحداث ليلة رأس السنة الجديدة تمامًا، خوفًا من التوترات بحسب وسائل إعلام مختلفة.
استعدادات مبكرة
في أستراليا يعد جسر ميناء سيدني، نقطة محورية لعرض الألعاب النارية الشهير في منتصف الليل وعرض الضوء الذي يشاهده سنويًا نحو 425 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كما أن المكان يعد واجهة ساخنة للاحتجاجات الساخنة المؤيدة للفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأيام الماضية.
كل ذلك وفقًا لـapnews، دفع الشرطة لنشر أكبر عدد من رجال الشرطة لضمان سلامة أكثر من مليون شخص يتجمعون على الواجهة البحرية للميناء للحصول على أفضل المناظر المتاحة، بعد قيام العديد من المحتفلين بالتخييم في أفضل الأماكن منذ صباح اليوم الأحد.
الصلاة للشعب الفلسطيني
في الفاتيكان، ذكر البابا فرانسيس عام 2023 باعتباره عام الحرب خلال قداس الاحتفالات اليوم، من نافذة تطل على ساحة القديس بطرس، وقدم الصلاة من أجل "الشعب الفلسطيني وآخرين كثيرين"، مضيفًا أنه مع نهاية العام ستكون لدينا الشجاعة لنسأل أنفسنا كم عدد الارواح البشرية التي حطمتها الصراعات المسلحة؟.. وكم عدد القتلى وكم من الدمار، وكم من المعاناة، وكم من الفقر.. مَن له مصلحة في هذه الصراعات فليسمع لصوت الضمير".
احتجاجات شبه يومية
صحيفة politico الأمريكية سلّطت الضوء على الاحتفالات في تايمز سكوير بنيويورك، ناقلة عن مسؤولين قولهم إنهم مستعدون لاستقبال عشرات الآلاف من المحتفلين في قلب وسط مانهاتن وضمان سلامتهم، وسط احتجاجات شبه يومية في نيويورك بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقالت الشرطة إنها ستقوم بتوسيع المحيط الأمني حول الأماكن المحتملة للتظاهرات، وإنشاء "منطقة عازلة" تسمح لها بدرأ المظاهرات المحتملة، وقال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، إنه على الرغم من أنه لا توجد "تهديدات محددة"، إلا أن المسؤولين سيراقبون الاحتجاجات أيضًا بطائرات بدون طيار.
وأكد عمدة المدينة أنه كما رأينا العام الماضي، بعد عدم وجود تهديدات محددة، نتلقى تهديدا كبيرًا، لافتًا إلى أن الحفل السنوي لليلة رأس السنة الجديدة، سيتضمن عروضًا حية، متوقعًا حضور جماهيري لما قبل مستويات كورونا، مهددًا بأن الجميع سيكون هناك على ظهور الخيل والمروحيات والقوارب للتأمين.
تشديد الأمن في أوروبا
المظاهرات المستمرة لتأييد الفلسطينيين والأخرى المؤيدة لإسرائيل، دفعت الشرطة الفرنسية لنشر 90 ألف عنصر من ضباط إنفاذ القانون، حسبما نقلت apnews عن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، الذي أكد أن من بينهم 6 آلاف شخص في باريس وحدها، حيث من المتوقع حضور ما يقرب من مليون ونصف المليون شخص للاحتفالات في الشانزليزيه.
وأشار دارمانين إلى وجود "تهديد إرهابي مرتفع للغاية"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ما يحدث في فلسطين، لافتًا أن الشرطة ستتمكن لأول مرة من استخدام الطائرات بدون طيار كجزء من العمل الأمني، وأنه سيتم أيضًا نشر عشرات الآلاف من رجال الإطفاء و5000 جندي، حيث ستتمحور احتفالات ليلة رأس السنة في العاصمة الفرنسية حول دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024.
وفي برلين، من المتوقع أن يحافظ نحو 4500 ضابط شرطة على النظام وتجنب أعمال الشغب مثلما حدث قبل عام، حيث أصدرت الشرطة في العاصمة الألمانية حظرًا على الاستخدام التقليدي للمفرقعات النارية في عدة شوارع في جميع أنحاء المدينة، كما حظروا مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في حي نويكولن بالمدينة، الذي شهد العديد من أعمال الشغب المؤيدة للفلسطينيين منذ يوم 7 أكتوبر.
شعب مضطهد
في باكستان، حظرت الحكومة جميع الاحتفالات بليلة رأس السنة الجديدة كنوع من التضامن مع الفلسطينيين، وفي رسالة حث رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكار الباكستانيين على إظهار التضامن مع شعب غزة المضطهد"من خلال بدء العام الجديد ببساطة، وقال كاكار إن المسلمين في جميع أنحاء العالم يشعرون بالحزن إزاء الهجمات الإسرائيلية على غزة التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الأبرياء.