الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب الروسية الأوكرانية.. سيناريوهات قد تنهي الصراع في 2024

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي - الرئيس الأوكراني

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مع بداية عام 2024، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، وسط ترقب كبير على المستوى الدولي، للصراع الذي خلف خسائر بشرية ومادية هائلة للطرفين، وهو الأمر الذي دفع بتساؤلات ووضع سيناريوهات، حول إمكان انتهاء الحرب قبل 2025.

معجزة إلهية

حول هذا الأمر، سلّطت مجلة newsweek الأمريكية الضوء على عدد من السيناريوهات، التي من الممكن أن تكون سببًا في توقف الحرب خلال 2024، كان من أغربها وفاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي الطريقة التي وصفتها بيث نوبل، أستاذة الاتصالات والدراسات الإعلامية في جامعة فوردهام، بالوحيدة التي يمكن من خلالها توقع انتهاء الصراع.

وأكدت "نوبل" للمجلة الأمريكية أنه من الممكن نظريًا أن تستغل روسيا تغيير القيادة لمحاولة إعلان النصر، والتمسك بالأرض التي استولت عليها منذ فبراير 2022، لكنها لم تستبعد في الوقت ذاته تراجع روسيا عن الحرب، إلا بعد استثمار صورتها الوطنية في الفوز، خاصة بعد تصاعد أعداد الضحايا وخسائر المعدات والأضرار الاقتصادية، منذ بدايته 24 فبراير 2022.

توقف المعونة

أكد مصدر عسكري أمريكي كبير، لشبكة "CNN"، أن أوكرانيا تخسر الحرب في صيف 2024، إذا انتهت المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، واصفًا انتصار بوتن بـ"الكارثة" على الأمن الأوروبي، لافتًا إلى أن الأكرانيين سيفشلون دون ذلك الدعم.

تلك التصريحات جاءت على خلفية منع المجر، الأسبوع الماضي، حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي بقيمة 43 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا، كما هددت النمسا أيضًا بعرقلة مشروع القانون حتى تخفف كييف من انتقاداتها لبنك نمساوي لا يزال يعمل في روسيا، وأيضًا أوقف مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون الدعم العسكري بقيمة 48 مليار جنيه إسترليني، حسب شبكة "CNN".

تطهير عرقي وتدمير كامل

أكدت الشبكة في تقريرها أن المخططين العسكريين الغربيين يعملون على "أسوأ سيناريو" لأوكرانيا دون أن تهزم روسيا في غضون بضعة أشهر، وأكد دبلوماسي أوروبي لم تذكر الشبكة اسمه، أن أوكرانيا لو خسرت الحرب سنرى أشياء فظيعة، مثل التطهير العرقي والتدمير الكامل لأوكرانيا.

اعتراف الاتحاد الأوروبي بأنه غير قادر على تزويد أوكرانيا إلا بنحو ثُلث قذائف المدفعية التي وعد بها في البداية، جعل جو بايدن يحذر من أن عدم الاهتمام بأوكرانيا يهدد بإعطاء بوتين "هدية مبكرة"، ويقدر المحللون للشبكة أن نفاد صواريخ الدفاع الجوي والمضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، ينذر بخسارة مبكرة لأوكرانيا.

نظام مُطيع

"لا تقتصر أهداف روسيا على السيطرة.. بل يريدون رؤية نظام سياسي مُطيع في كييف".. هكذا وصف بيتر روتلاند، أستاذ الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية، لمجلة newsweek ، رؤيته حول إمكان توقف الحرب في 2024، مُشددًا على أن هناك تشاؤمًا واسع النطاق بشأن فرص أوكرانيا في هزيمة روسيا واستعادة الأراضي المحتلة.

ومع ذلك يرى المحلل أن هذا لا يعني أنه من المرجح أن تكون هناك محادثات سلام جادة ونهاية محتملة للحرب في عام 2024، لافتًا إلى أن الروس ما زالوا يؤمنون بفكرة النظام المطيع وإمكان تحقيقه، مؤكدًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سينتظر حتى انتهاء انتخابات الرئاسة الروسية، نوفمبر 2024.

الحرب في أوكرانيا
عودة ترامب للبيت الأبيض

ليس فقط بسبب معارضته لدعم الكونجرس لأوكرانيا، لكن وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لبوتين بأنه "ذكي للغاية"، جعل المجلة تؤكد أن صعود ترامب للحكم مرة أخرى سينهي بكل وضوح وبساطة أزمة أوكرانيا لصالح روسيا، واصفة إياه بأنه المقيم المفضل في البيت الأبيض بالنسبة لروسيا.

تلك المخاوف جعلت - من وجهة نظر المجلة - الرئيس الحالي جو بايدن يحاول حسم الصراع الحالي في الكونجرس، بشأن المساعدات الخارجية وتسويته، بعد تعنت الجمهوريون بمحاولتهم ربط المساعدات لأوكرانيا بإصلاح شامل في ملف الهجرة، وأكدت المجلة أنه على أقل تقدير سيتخذ بايدن الخطوات اللازمة لمنع هزيمة أوكرانيا، قبل الأسبوع الأول من نوفمبر 2024.

حرب غزة

تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس، التي بدأت في 7 أكتوبر، على تحول دفة الاهتمام الدولي ناحية الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما جعل سيناريو خسارة أوكرانيا لهذا السبب أمر وارد، واعتقدت إيسيل أكبولوت، الأستاذة في جامعة القلب المقدس في فيرفيلد، أن تعطل المساعدات الإضافية وشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا سيأتي مع الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

ورجحت الخبيرة السياسية للمجلة، امتداد الحرب حتى عام 2025، لافتة إلى أن الدعم الدولي لكلا الجانبين من شأنه أن يطيل أمد الحرب، إذ لن تستطيع أوكرانيا ولا روسيا تحقيق اختراقات كبيرة وإعلان النصر، مرجحة لمجلة newsweek، أنه حتى دون الدعم الخارجي، فإن الأوكرانيين سيواصلون القتال، وقد تغير أوكرانيا تكتيكاتها للتعامل مع تراجع الدعم الدولي لكنها لن تستسلم.