بينما تستمر حصيلة قتلاها من الجنود في الارتفاع جرّاء الهجوم البري على غزة، تتآكل وحدة حكومة الحرب في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويواجه قادتها اتهامات بالتعامل بتهور مع الحرب الغاشمة على القطاع.
توبيخ ونقد داخل حكومة الحرب
وبّخ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، نير بركات، وزير الاقتصاد، لشكواه من عدم قيام حكومة إسرائيل بما يكفي لحماية حياة الجنود في الحرب ضد حماس بقطاع غزة.
ودفع "نتنياهو" بأن تكرار مثل هذه الادعاء "لا يجعله صحيحًا"، وطلب من المسؤولين والسياسيين تجنب الخطاب المثير للانقسام وسط الحرب، مُحذرًا من أن ذلك سيساعد حماس، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الإثنين.
تكتيكات غير مجدية
"بركات" الذي يُنظر إليه على أنه مُنافس مُحتمل لنتنياهو كزعيم لحزب الليكود مستقبلًا، ربط بين زيادة أعداد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي و"إرسال الجنود إلى المباني المفخخة مثل البط" بحد تعبيره، وفقًا لتسريبات من اجتماع المجلس نقلتها وسائل إعلام عبرية.
وقال إن هذا الارتفاع في أعداد القتلى هو نتيجة "تكتيكات" يتبعها الجيش تعرض الجنود للخطر دون داع، وبالمقابل توفر حماية لعناصر حماس، ووصف الأمر بأنه يمثل تعاملًا متهورًا مع الحرب.
ومنذ 17 أكتوبر الماضي، شن جيش الاحتلال عملياته البرية في قطاع غزة، وسط توقعات بأنها ستكون غير مجدية وذات كلفة عالية المخاطر على إسرائيل، لكن نتنياهو، ويوآف جالانت، وزير الدفاع، دافعًا عن الأهمية الاستراتيجية للتوغل البري في غزة، وتأثيره الفعّال في القضاء على حماس.
156 جنديًا قتلوا
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، ارتفاع عدد جنوده الذين قتلوا في العمليات البرية بغزة إلى 156 جنديًا، بعد مقتل جنديين خلال معارك دارت شمال قطاع غزة.
وفي بيان مقتضب، أكد جيش الاحتلال أن الرقيب الرئيسي "احتياط" نيتاي ميسيلز - 30 عامًا - من اللواء 14 مدرع، والرقيب راني تمير، 20 عامًا، من الكتيبة 50 في لواء ناحال، كلاهما قُتلا أمس الأحد، وأصيب جندي ثان من الكتيبة 50 بجروح خطيرة في نفس المعركة.
تآكل الوحدة
واتهامات وزير الاقتصاد، جلبت المزيد من الانتقادات، بعد أن رددها في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، بما في ذلك عضو حكومة الحرب بيني جانتس، الذي دعا "بركات" إلى التوقف عن الإدلاء بتصريحات "لا أساس لها من الصحة".
تزامن ذلك مع خطاب ألقاه رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوج، ألمح فيه لعودة المشاحنات السياسية القديمة إلى الواجهة، وشكا "تآكل الوحدة" التي تشكلت في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر.