قبل عدة أيام اعترفت دولة الاحتلال الإسرائيلي، بأن جنودها، قتلوا 3 من المدنيين العزل، رغم رفعهم للراية البيضاء، لكنها اكتشفت فيما بعد أنهم أسرى إسرائيليون، ربما كشفت هذه الحادثة عن آلية تعامل جيش الاحتلال مع المدنيين، في ظل الحديث عن ارتكاب إعدامات ميدانية بحق الفلسطينيين، لتخرج حركة "حماس" مطالبة بإجراء تحقيق دولي في ارتكاب إسرائيل لإعدامات ميدانية في قطاع غزة بحق المدنيين.
تحقيق دولي
أكدت حماس أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 137 عملية إعدام منذ بدء الحرب وحتى الآن، فيما أعلنت مديرية الدفاع المدني، أمس السبت، انتشال عشرات الجثث المتحللة من شوارع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قائلة إن معظم الضحايا تعرضوا لإعدامات ميدانية.
المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، قال إنه جمع شهادات تفيد بتنفيذ جيش الاحتلال لإعدامات ميدانية لأكثر من 137 مدنيًا فلسطينيًا، في محافظتي غزة والشمال.
وبحسب البيان، قام جيش الاحتلال بحفر حفرة كبيرة، ووضع فيها عشرات المواطنين وهم أحياء ثم قام بإعدامهم بإطلاق الرصاص مباشرة عليهم ثم دفنهم بالجرارات.
ودعت حماس لتشكيل فرق دولية للتحقق من جرائم الاحتلال، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أرسله لوكالة "فرانس برس" إنه ليس على علم بالحادث الموصوف، وأنه يحتاج لمزيد من التفاصيل لتقديم صورة أفضل، مشيرًا إلى أنه في حالة حرب مع منظمة حماس التي أثبتت أنها لا تقدر الحقيقة أو الدقة.
وفي تصريح آخر يوم السبت، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، إن جيش الاحتلال أعدم العشرات في الشوارع هذا الأسبوع، خاصة في جباليا وشمال القطاع.
مفوضية حقوق الإنسان
أما مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فأعلنت الأربعاء، أنها تلقت تقارير بأن قوات الاحتلال قتلت 11 فلسطينيًا أعزل فيما يُمكن تصنيفه بأنه جريمة حرب، بحسب "فرانس برس".
وطالبت المفوضة إسرائيل بفتح تحقيق في احتمال ارتكاب قواتها لجريمة حرب، لكن الاحتلال نفى تلك الاتهامات.
واتهم المرصد الأورومتوسطي، جيش الاحتلال بارتكاب فظائع في المناطق التي يداهمها في غزة، وأورد شهادات لناجين من عملية إعدام ميدانية، تحدثوا فيها عن إطلاق الجنود النار مباشرة تجاه الشبان المتواجدين في المنزل دون أي مبرر، ثم جمعوا النساء في إحدى الغرف وألقوا عليهن بعض القنابل، بحسب "مونت كارلو".
ونقل المركز شهادات حية، حول مداهمة جيش الاحتلال لمنزل عائلة عنان وسط مدينة غزة، وقيام الجنود بإطلاق النار مباشرة تجاه الشبان دون أي مبرر، ثم جمعوا النساء وألقوا عليهن عددًا من القنابل، ما ألحق إصابات بهن.
وقالت إحدى النساء اللواتي كن متواجدات في المنزل لحظة الهجوم، إن جنود الاحتلال جمعوا الرجال وتم إجبارهم على التعري من الملابس، ثم أطلقوا النار تجاههم وأعدموهم أمامنا، وتم إعدام زوجي وأبنائي وإخوتي أمامنًا، واحتجزونا نحن وباقي النساء والأطفال في غرفة وأطلقوا قذائف تجاهنا، والقوات الإسرائيلية تتمركز خارج البيت.
وبحسب المرصد، تشير المعلومات الأولية إلى أن الجنود الإسرائيليين قاموا بتصفية 13 شخصًا من عائلات "عنان" و"العشي" و"الشرفا"، وهناك عدد آخر لا يزال يعاني من جروح خطيرة.
عجز دولي
ورغم مرور 79 يومًا من العدوان على قطاع غزة، وما خلفته من دمار هائل، وشهداء بالآلاف في صفوف المدنيين، لم تستطع المؤسسات الدولية تقديم الدعم الكافي للفلسطينيين العزل.
على رأس تلك المؤسسات الدولية، جاء مجلس الأمن، الذي حولته أمريكا لأداة تستخدمها لصالح إسرائيل، بمنع أي قرار يدعو لوقف إطلاق النار، رغم استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني.
عدد شهداء القطاع
وأدى قصف الاحتلال للقطاع، لاستشهاد أكثر من 20 ألف شخص حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أُصيب أكثر من 53 ألف آخرين.