تعاني إسرائيل فترة استثنائية من التحديات الاقتصادية، إذ ظهرت بوادر تراجع حاد في الدخل لدى نحو 20% من السكان، وذلك في أعقاب العدوان الوحشي على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من شهرين.
وأظهر تقرير "الفقر البديل"، الذي أصدرته منظمة ليتيت الإسرائيلية، ونشرته صحيفة هآرتس العبرية، تأثيرات واسعة النطاق على الحياة اليومية للإسرائيليين، حيث يتزايد قلق 45% منهم من التحديات الاقتصادية المتزايدة جراء هذه الأحداث.
تركز الأنظار على الآثار الاقتصادية لعملية "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي الذي تلاها على قطاع غزة، إذ أشار التقرير إلى أن نسبة من يعانون من الديون ارتفعت بشكل ملحوظ، ويتوقع أن يقدم تقرير مؤسسة التأمين الإسرائيلية قريبًا تقييمًا شاملًا للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان.
وبحسب التقرير، وزّعت المنظمات غير الربحية، خلال الشهرين الأولين من الحرب، أكثر من 130 ألف مجموعة مساعدات طارئة على إسرائيليين، تحتوي على مواد غذائية ومنتجات نظافة شخصية.
وفي استطلاع أُجري في نوفمبر الماضي، شمل 87 مديرًا لجمعيات عاملة في إسرائيل، قال جميع المشاركين تقريبًا إنهم صاروا يساعدون عائلات جديدة منذ بدء الحرب، وقال نحو 42% إنهم وسعوا أنشطتهم إلى مجموعات جديدة في المجتمع.
إلا إن التقرير يكشف عن أن 85% من الأسر التي تعيش في فقر، تواجه صعوبة في ضمان إمدادات الماء الساخن والكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزتهم المنزلية، مما يبرز حدة التحديات التي تواجهها الأسر الفقيرة.
وأشار التقرير إلى ارتفاع نسبة الأسر المَدينة بشكل مقلق، وتشير التقديرات إلى أن تقرير مؤسسة التأمين الإسرائيلية سيظهر زيادة في نسبة الديون. وفي هذا السياق، يلقي التقرير الضوء على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات جديدة لتقليل الديون وتوفير الدعم المالي للفئات المتضررة.
تتجلى صعوبات الحياة اليومية للفقراء في إسرائيل من خلال انعدام الأمان الغذائي، حيث يُظهر التقرير أن نحو 710 ألف أسرة تعيش في ظروف من انعدام الأمان الغذائي. وأيضًا يستعرض التقرير تداولات جمعيات الإغاثة في توزيع المواد الغذائية والمساعدات الحكومية، مما يبرز الجهود التي تبذل للتخفيف من معاناة الأسر الفقيرة.
تقدم الحكومة الإسرائيلية ووزارة الرفاه جهودًا متعددة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية. يشير التقرير إلى توجيه 20 مليون شيكل في مشروع مشترك مع الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتوزيع 15 ألف قسيمة غذائية للعائلات المحتاجة.
أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن إسرائيل اقترضت مبلغ 6 مليارات دولار في الفترة الأخيرة، من خلال صفقات تم التفاوض عليها بشكل خاص، بهدف دعم تمويل عملياتها الحربية في قطاع غزة، وأوضحت الصحيفة أن تل أبيب اضطرت إلى تحمل تكاليف اقتراض مرتفعة بشكل غير عادي لإنجاز هذه الصفقات.
ونقلت الصحيفة عن مستثمرين قولهم إن السندات الأخيرة تم إصدارها تحت مسمى الاكتتابات الخاصة، إذ يتم بيعها لمستثمرين محددين دون عرضها في السوق العامة، وأشار المستثمرون إلى أن ذلك قد يكون نتيجة لضرورة جمع الأموال بسرعة للجهود الحربية، أو لتفادي جذب اهتمام غير مرغوب فيه، ويمكن أن يكون ذلك علامة على قلق بعض المستثمرين حيال شراء ديون إسرائيل.