الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذير صيني "صريح" لأمريكا من التدخل في تايوان.. والكونجرس يتحرك لردعها

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج خلال قمة سان فرانسيسكو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في نوفمبر الماضي، وخلال لقائهما التاريخي في سان فرانسيسكو على الأراضي الأمريكية؛ أخبر الرئيس الصيني شي جين بينج، نظيره الأمريكي جو بايدن، بوضوح عزم بلاده ضم تايوان، وإعادتها إلى البر الرئيسي للصين، مشددًا على رغبته في تحقيق ذلك بشكل سلمي، محذرًا في الوقت نفسه، واشنطن من التدخل في هذه العملية.

وتشير شبكة "إن بي سي" الأمريكية إلى أنه تم تبادل الحديث بين شي وبايدن بطريقة "صريحة وصادقة"، دون أن يُظهِر الزعيم الصيني عداءً، وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، كما عبّر شي أيضًا عن قلقه بشأن المرشحين لرئاسة تايوان في الانتخابات المقبلة.

قبل القمة في نوفمبر، ردّت بكين بشكل حاد على تصريحات بعض السياسيين التايوانيين المؤيدين للاستقلال قبل الانتخابات المقررة في يناير 2024، إذ أكدت الصين أنها ستتيح "الكثير من المجال" للتوحيد السلمي مع تايوان، ولكنها لن تتسامح مع أي أنشطة انفصالية، محذرة من أن "استقلال تايوان يعني الحرب".

ووفقا لشبكة "إن بي سي"، دعت بكين قبل القمة، واشنطن، إلى الإعلان عن دعمها للخطوات الصينية لضم تايوان مع الصين، ومعارضة استقلال الجزيرة "ذاتية الحكم"، إلا إن البيت الأبيض رفض ذلك.

عندما طلب بايدن من "شي" احترام عملية الانتخابات في الجزيرة خلال القمة، ردّ الأخير بالقول إن "السلام جيد جدًا وممتاز"، ولكن بكين عازمة على المضي قدمًا في حل قضية تايوان.

تحرك داخلي
السيناتور ليندساي جراهام

بعد نشر تفاصيل ما دار في الاجتماع، أصدر السيناتور ليندسي جراهام، الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، بيانًا، دعا فيه الجمهوريين والديمقراطيين إلى "العمل معًا لردع الصين"، وقال جراهام: "إن تفاصيل الاجتماع تثير الأعصاب".

وأضاف:" سأعمل مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين للقيام بأمرين بسرعة؛ أولًا: إنشاء دفاع تكميلي قوي لتايوان، وثانيًا: صياغة عقوبات من الجحيم قبل الغزو الصيني المفترض".

صريح.. وليس تصادميًا

في الوقت الذي كان تهديد الرئيس الصيني بشأن تايوان مصدر قلق كبير لمسؤولي إدارة بايدن، الذين يحاولون بقوة تجنب صراع عسكري مع الصين، وصف مسؤولون أمريكيون مطلعون على المحادثة بين بايدن وشي الزعيم الصيني بأنه كان صريحًا، لكنه ليس تصادميًا.

لم تكن لغته مختلفة عما قاله دائمًا.. إنه دائمًا صارم مع تايوان، وقال مسؤول أمريكي مطلع على المحادثة: "لقد كان دائمًا يتخذ موقفًا متشددًا".

وفي مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في العام الماضي، صرح "شي" علنًا بأن الصين سوف تهاجم تايوان عسكريًا إذا أعلنت الاستقلال بدعم أجنبي. وقال الزعيم الصيني إن التهديد باستخدام القوة "موجه فقط لتدخل القوى الخارجية والانفصاليين القلائل الذين يسعون إلى استقلال تايوان".

وقال "شي"، الذي حدد هدف مضاعفة حجم الاقتصاد الصيني بحلول عام 2035، إنه "يجب علينا الاستمرار في متابعة التنمية الاقتصادية باعتبارها مهمتنا المركزية". ويعتقد بعض الخبراء أنه من المشكوك فيه أن تهاجم الصين تايوان إذا لم تعلن الاستقلال؛ لأن الصراع العسكري من المرجح أن يمنع بكين من تحقيق أهدافها الاقتصادية.

واستغرق التحضير لاجتماع بايدن مع شي، وهو الأول لهما منذ عام، أشهرًا من المسؤولين الأمريكيين لتأمينه، بعد أن وصلت العلاقات بين واشنطن وبكين إلى أدنى مستوياتها في فبراير، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة بالون تجسس صيني. وكان البيت الأبيض يأمل أن يؤدي الاجتماع إلى تخفيف التوترات، وشدد بايدن بعد ذلك على ضرورة تجنب الصراع.

وقال بايدن: "نحن في علاقة تنافسية بين الصين والولايات المتحدة، لكن مسؤوليتي هي أن أجعل هذا الأمر عقلانيًا ويمكن التحكم فيه، حتى لا يؤدي إلى صراع".

سياسة صين واحدة

وبموجب سياسة "صين واحدة" التي تنتهجها بكين منذ فترة طويلة، تعترف الولايات المتحدة ببكين باعتبارها الحكومة القانونية الوحيدة للصين، ولكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع تايوان، التي تدعي بكين أنها جزء من أراضيها. ويفضل أغلب سكان الجزيرة البالغ عددهم 24 مليون نسمة الحفاظ على الوضع الراهن، فلا الاتحاد مع الصين ولا إعلان الاستقلال رسميًا.

وبعد القمة، أكد بايدن على السياسة الأمريكية طويلة الأمد، وقال: نحن متمسكون بالاتفاق على أن هناك سياسة "صين واحدة"، مضيفًا: "لن أغيّر ذلك.. وهذا لن يتغير".

ونشرت هوا تشون ينج، مسؤولة صينية حضرت الاجتماع، بعد ذلك على موقع إكس أن "شي" أخبر بايدن ومسؤولين أمريكيين آخرين أن "مسألة تايوان تظل القضية الأكثر أهمية والأكثر حساسية في العلاقات الصينية الأمريكية".

وأضافت "هوا" أن الولايات المتحدة يجب أن "تدعم إعادة التوحيد السلمي للصين" وأن "الصين ستحقق إعادة التوحيد، وهذا أمر لا يمكن إيقافه".

تقدم في العلاقات

أشاد بايدن بالقمة باعتبارها "الأكثر إنتاجية" في السنوات الأخيرة، إذ خلال الاجتماع، اتفقت واشنطن وبكين على استعادة التواصل بين جيشيهما، وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت بسبب قضية تايوان، حيث اتهم كل منهما الآخر بزيادة التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها.

في بداية ديسمبر، دعت الصين مرة أخرى الولايات المتحدة إلى عدم التدخل في قضية تايوان والالتزام بسياسة "صين موحدة" خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الصيني ونظيره الأمريكي، وتعتبر بكين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وفقًا لمبدأ "صين موحدة".

في فبراير الماضي، ادعى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، نقلًا عن معلومات استخباراتية أمريكية، أن "شي" أمر بتجهيز الجيش الصيني لشنّ عملية ضد تايوان بحلول عام 2027، مضيفًا -في ذلك الوقت- أن ذلك لا يعني أن الزعيم الصيني قرر الغزو في عام 2027 أو أي سنة أخرى.

في نوفمبر، أكد "شي" مرة أخرى رغبة الصين في تحقيق التوحيد مع تايوان بشكل سلمي، في حين أن الزعيم الصيني أقر في أكتوبر 2022، بإمكانية شن هجوم على تايوان في حال إعلان الجزيرة الاستقلال، لكنه أوضح أن تهديد القوة كان "موجهًا فقط ضد التدخل من قبل القوى الخارجية والانفصاليين القلائل" الذين يسعون للاستقلال عن الصين.