بعد مرور 22 شهرًا تقريبًا على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت ثقة الشعب الأوكراني تتراجع في رئيسهم، فولوديمير زيلينسكي، إذ وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "كييف الدولية لعلم الاجتماع" ونشرته مجلو نيوزويك الأمريكية، انخفضت نسبة الثقة بزيلينسكي من 84% في ديسمبر 2022 إلى 62% في ديسمبر 2023.
وفيما يتعلق بمؤسسات كييف الأخرى، كانت الثقة فيها أقل بكثير، حيث أفاد 15% فقط من المستطلعة آراؤهم بأنهم يثقون بالبرلمان الأوكراني، و26% فقط قالوا إنهم يثقون بحكومة أوكرانيا.
من ناحية أخرى، لا تزال الثقة في القوات المسلحة الأوكرانية مرتفعة جدًا، حيث أفاد 96% من المستطلعة آراؤهم بأنهم يثقون بالجيش الأوكراني، و88% قالوا إنهم يثقون بقائد القوات المسلحة، فاليري زالوجني.
وتأتي نتائج الاستطلاع في الوقت الذي ظهرت فيه خلافات علنية بين زالوجني وزيلينسكي، حول وضع الحرب في الأشهر الأخيرة، ففي مقابلة مع مجلة ذي إيكونوميست في الأول من نوفمبر الماضي، قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية إن الجانبين وصلا إلى "طريق مسدود". وبعد أيام قليلة، انتقد المُتحدث باسم الرئيس الأوكراني زالوجني لمشاركة مثل هذه المعلومات عن حالة الحرب، مشيرًا إلى أنه يجب على أفراد الجيش الامتناع عن القيام بذلك؛ "لأننا بذلك نسهل مهمة العدو".
وأضاف "وأنا متأكد من أن كل شيء قد قرئ بعناية في روسيا وسُجل واستخلصت الاستنتاجات".
وقد أسفر الصراع الذي استمر 22 شهرًا تقريبًا عن خسائر فادحة للجانبين. ومع ذلك، لم يشر زيلينسكي أو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى استعدادهما لمناقشة نهاية سلمية للقتال. كما بدأ الدعم لأوكرانيا في التراجع لدى بعض أكبر حلفائها، بما في ذلك واشنطن العاصمة، حيث واصل الجمهوريون في الكونجرس إعاقة إرسال مساعدات إضافية لكييف ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، يتضمن تمويلًا لأمن الحدود في الولايات المتحدة.
كما بدأ الدعم لأوكرانيا يتراجع بين الأمريكيين أنفسهم، إذ في أغسطس 2022، وجدت مجموعة جالوب للاستطلاعات أن 66% من المواطنين الأمريكيين يعتقدون أنه يجب على واشنطن دعم كييف. ولكن في استطلاع مماثل في أكتوبر من هذا العام، تراجع الدعم إلى 54%، وقال حوالي 43% من المستجيبين إنهم يؤيدون الوصول إلى نهاية سريعة للحرب، حتى لو تخلت أوكرانيا عن بعض أراضيها لروسيا.