في ظل التوتر المتزايد مع الصين في المياه الإقليمية، عقد قادة اليابان وجمعية دول جنوب شرق آسيا "آسيان" اليوم الأحد، قمة خاصة في طوكيو، اعتمدوا خلالها رؤية مشتركة تؤكد التعاون الأمني والاقتصادي مع احترام سيادة القانون. حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
تاريخ العلاقات
كانت العلاقات بين اليابان وكتلة الجنوب الشرقية (المكونة من 10 دول) تعتمد بشكل كبير على المساعدة اليابانية للاقتصادات الناشئة. لكن في السنوات الأخيرة، تركزت العلاقة أكثر على الأمن في ظل التصعيد الصيني المتزايد في بحر الصين الجنوبي، في حين أن موقف اليابان السلمي بعد الحرب العالمية الثانية وجهود بناء الثقة أسفرت عن علاقات أكثر ودية.
بيان مشترك
وتحتفل القمة بالذكرى 50 للعلاقات الرسمية بين اليابان وجمعية دول جنوب شرق آسيا، التي بدأت في عام 1973، مع محادثات تجارية حول صادرات المطاط الاصطناعي اليابانية. حسبما ذكرت وكالة "كيودو" اليابانية.
ودعا القادة، في بيان مشترك، إلى تعزيز شراكتهم "المنفعة المتبادلة" والعمل معًا من أجل السلام والاستقرار في المحيط الهادئ، وخاصة في الأمن البحري. كما دعوا إلى الأمن الاقتصادي وزيادة مرونة سلسلة التوريد للمنطقة وتعزيز حركة المواطنين بين بعضهم البعض.
ووفقًا للبيان: "نؤكد الرؤية المشتركة لتعزيز منطقة المحيط الهادئ القائمة على القواعد، التي تتمتع بالحرية والانفتاح، وتتبنى مبادئ رئيسية مثل الوحدة والشمولية والشفافية".
وشدد القادة على "احترام السيادة والسلامة الإقليمية وتسوية الخلافات أو النزاعات بوسائل سلمية والتخلي عن التهديد أو استخدام القوة". ولم يذكروا القادة الصين بشكل محدد.
وخلال القمة، أعرب القادة عن قلقهم بشأن "الوضع في بحر الصين الشرقي والجنوبي"، وأكدوا أهمية الالتزام بالقانون الدولي، وفقًا لوزارة الخارجية اليابانية.
تعزيز التعاون
اعتمد القادة خطة تنفيذ لـ130 مشروعًا، ودعت اليابان إلى تعزيز التعاون في مجالي الأمن والدفاع، مثل نقل التكنولوجيا والمعدات العسكرية، والأمن السيبراني ومكافحة المعلومات المضللة.
كما تعهدت طوكيو بتعزيز دعمها للجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ، والتكنولوجيا الخضراء والتحول الرقمي، بالإضافة إلى الاستثمار، بما في ذلك في صناعة السيارات بالمنطقة.
وفي ظل تعمق الانقسامات والمواجهات، ومواجهة العالم لأزمات متراكمة، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، رئيس الرابطة الآسيوية لهذا العام: "سنتعامل مع المشكلات معًا مع رابطة الدول الآسيوية".
مواجهة الصين
واعتمدت اليابان استراتيجية أمنية جديدة العام الماضي وسارعت في تعزيز قواتها العسكرية وتوسيع شراكاتها العسكرية لمواجهة النهج الصيني المتشدد المتنامي في المنطقة. حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وأمس السبت، على هامش القمة، عقد "كيشيدا" سلسلة من المحادثات الثنائية مع دول رابطة الدول الآسيوية، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز الروابط الأمنية الثنائية معها.
ووقّع كيشيدا ونظيره الماليزي أنور إبراهيم اتفاقًا بقيمة 400 مليون ين (2.8 مليون دولار) لتعزيز قدرات ماليزيا الأمنية البحرية كجزء من برنامج مساعدة أمنية رسمية يابانية مخصص للقوات العسكرية للدول الصديقة لمساعدتها على تعزيز قدراتها في مجال تطبيق القانون والأمن.
كذلك وقّع كيشيدا اتفاقًا مع "ويدودو" رئيس أندونيسيا، بقيمة 9.05 مليار ين (63.7 مليون دولار) لتمويل خطة تقدم لجاكرتا القدرة الأمنية البحرية، بما في ذلك قارب دورية بحرية كبير الحجم مصنوع في اليابان.
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت اليابان توفير رادارات مراقبة ساحلية للبحرية الفلبينية، واتفق الجانبان أيضًا على بدء محادثات لاتفاقية دفاعية رئيسية تسمى "اتفاقية الوصول المتبادل" التي تهدف إلى تسهيل دخول قواتهما إلى أراضي بعضهما البعض للمشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة.
واليوم، وقّعت اليابان والفلبين اتفاقًا لتعزيز التعاون بين خفر السواحل لديهما.