الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مستشار بايدن في إسرائيل.. ضغط أمريكي لإنهاء العدوان وقبول إدارة السلطة لغزة

  • مشاركة :
post-title
جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يصل مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إلى إسرائيل، اليوم الخميس، في زيارة تستهدف الضغط على جيش الاحتلال لتحديد إطار زمني للحرب على غزة، وقبول الرؤية الأمريكية بشأن مستقبل قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، مساء أمس الأربعاء، إن سوليفان يعتزم عقد اجتماعات مع نتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي والرئيس يتسحاق هرتسوج، لمناقشة أحدث التطورات في إسرائيل وغزة.

وتأتى زيارة سوليفان لإسرائيل، وسط توترات معلنة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وقال بايدن، قبل يومين، إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب قصفها "العشوائي" لغزة، وإن على نتنياهو أن "يتغير"، مشيرًا إلى أن الأخير لا يستطيع رفض حل الدولتين في المستقبل، مما يكشف عن صدع جديد في العلاقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تحدث علنا عن خلاف مع واشنطن "حول اليوم التالي لحماس" على حد تعبيره.

وحدد بايدن عدة مبادئ توجيهية لإسرائيل بشأن غزة، أبرزها أنه لن يسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين، ولا إعادة احتلال القطاع، وعدم فرض حصار أو إغلاق، ولا تقليص مساحة الشريط الحدودي.

وسبق أن ذكر موقع "بوليتيكو" الأمريكي، أن مسؤولي إدارة بايدن أمضوا أسابيع في صياغة خطة متعددة المراحل لمستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، تنتهي بسيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع في نهاية المطاف، وهو الطرح الذي يرفضه رئيس حكومة الاحتلال، في إطار سعيه لعرقلة تطبيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

مهلة أمريكية لإنهاء العدوان

ومع زيارته إلى إسرائيل، تسود حالة من القلق في أوساط المسؤولين الإسرائيليين من أن سوليفان سيقدم لإسرائيل مهلة أمريكية مدتها بضعة أسابيع فقط لإنهاء الحرب، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض أن أحد مواضيع محادثات سوليفان سيكون "جدولًا زمنيًا" للحرب، فيما تسعى إسرائيل إلى إطالة حربها في ظل عدم تحقيق أي من الأهداف المعلنة.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الأربعاء، بأن بايدن بعث بسوليفان إلى تل أبيب لـ"التأكد من أن الرسالة الأمريكية بأن الساعة الرملية على وشك النفاد، قد وصلت للمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشكل واضح وأن الخطط الإسرائيلية تتوافق مع الجدول الزمني الأمريكي للحرب".

جدول زمني من الاحتلال

واستعرضت القناة الإسرائيلية، الجدول الزمني بخصوص الحرب على غزة، الذي يعتزم مجلس حرب الاحتلال طرحه على واشنطن، التي تسعى لإنهاء العدوان بحلول مطلع العام المقبل.

ولفتت القناة إلى أن الهجوم الكثيف على غزة، قد ينتهي كما تريد واشنطن، بحلول العام المقبل، لكن يتطلب الأمر أسابيع طويلة لسحب القوات من القطاع، مع تواصل مرحلة القضاء على حماس، على حد تعبير "القناة"، طيلة عام 2024، وتشمل تحولا في التكتيكات لتدمير القدرة العسكرية لحماس من خلال عمليات برية وغارات جوية محددة، تهدف لملاحقة عناصر حماس وكبار قادة الحركة بالإضافة إلى أهداف عسكرية أخرى.

وأشارت "القناة "12 إلى أن جيش الاحتلال يعتزم مواصلة "سيطرته الأمنية" في المستقبل المنظور على غزة، وهو ما يؤكد الرفض الإسرائيلي للرؤية الأمريكية المتعلقة بتولي السلطة الفلسطينية مسئولية إدارة القطاع بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.

وذكرت القناة العبرية أن هناك معادلة محتملة تسعى إسرائيل إلى إرسائها وإقناع واشنطن من خلالها بمواصلة الحرب على قطاع غزة بكثافتها وحدتها الحالية حتى نهاية يناير الماضي، رغم رغبة واشنطن بتقليص المرحلة الأكثر كثافة من الحرب الإسرائيلية على غزة في أوائل يناير المقبل، وهي فتح معبر كرم أبو سالم لزيادة المساعدات لغزة.

ويؤكد الجانبان، الأمريكي والإسرائيلي، عدم وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن الحرب على غزة وأهدافها المعلنة المتمثلة بالقضاء على حركة حماس، وإنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة أو مهاجمة إسرائيل، وأن الخلاف الذي برز خلال الأيام الماضية يتعلق بعدم وجود تصور إسرائيلي لـ"اليوم التالي" للحرب يتوافق مع المخططات الأمريكية للمنطقة.

توحيد الضفة وغزة

وشدّدت واشنطن، أمس الأربعاء، على أنه يجب "توحيد" الضفة الغربيّة المحتلة وقطاع غزة وحكمهما من قبل السلطة الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن "إنهاء الصراع هدف نتشاركه مع العالم ولا نريد استمرار هذه الحرب يوما واحدا أكثر مما هو ضروري".

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الآن، 18 ألفًا و608 شهداء و50 ألفًا و594 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.