وسط المعارك الدائرة في قطاع غزة، واعتداءات الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية، واستمرار المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، الذي يتجاهل كل القرارات الدولية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مشاورات مع وفد عربي لمناقشة مسألة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ونشر "بلينكن"، عبر حسابه بموقع "إكس"، أنه التقى وفدًا من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، من مصر والأردن وقطر والسعودية وتركيا والسلطة الفلسطينية، لمناقشة مسألة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.
وقال بلينكن، إنه ناقش مع الوفد العربي الجهود المبذولة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة، والهدف المشترك المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل.
وفي جلسة المباحثات التي جمعت وزير الخارجية الأمريكي، وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، برئاسة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في العاصمة واشنطن، طالب أعضاء الوفد أمريكا باتخاذ ما يلزم لدفع إسرائيل نحو الوقف الفوري لوقف إطلاق النار، مؤكدين أهمية إيجاد مناخ سياسي حقيقي يؤدي لحل الدولتين، وتجسيد دولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.
وعبر أعضاء اللجنة عن رفضهم لتجزئة القضية الفلسطينية، ومناقشة مستقبل قطاع غزة بعيدًا عن القضية الفلسطينية.
ممارسات الاحتلال
وفي الوقت الذي يجري الحديث عن حل الدولتين، تبدو ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على أرض الواقع في معزل تام عن تلك التوجهات، بل على العكس تعمل على تآكل الأراضي الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية في الوقت الحالي، بزيادة المستوطنات تباعًا.
وفي ظل العدوان على غزة، والاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الموافقة على بناء 1738 وحدة استيطانية جديدة جنوب شرقي القدس المحتلة، بحسب منظمة "السلام الآن"، التي قالت إن "الحي الجديد" سيقع نصفه في القدس الشرقية التي ضمتها واحتلتها إسرائيل، وسط إدانات دولية للقرار.
ما معنى حدود 1967؟
وتعني إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أن تقام دولة فلسطين على مساحة 22% من أرض فلسطين التاريخية، والتي سبقت الاحتلال الإسرائيلي في 15 مايو 1948.
قرار مجلس الأمن
ويعد قرار مجلس الأمن رقم 242 هو الوثيقة الدولية الوحيدة التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها في يونيو 1967، إذ تبناه المجلس في 22 نوفمبر 1967، في جلسته رقم 1382 بإجماع الأصوات.
ونص القرار على مبادئ سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وأكد عدم القبول بالاستيلاء على أراضٍ بواسطة الحرب، والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن.
وينص القرار على
تحقيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، ويستوجب تطبيق كلا المبدأين التاليين: سحب القوات المسلحة من (الأراضي) التي احتلتها في النزاع، وإنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام واعتراف بسيادة وحدة أراضي كل دولة في المنطقة، واستقلالها السياسي، وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة، ومعترف بها، وحرة من التهديد وأعمال القوة.
كما يؤكد أيضًا الحاجة إلى: ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة، تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وكذلك ضمان المناعة الإقليمية، والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة، عن طريق إجراءات بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح.