لكبح تهديدات الصين وكوريا الشمالية، ناشد أحد النواب المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالنظر في إنشاء آلية أمنية شبيهة بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
أهداف القانون
ويأتي هذا القانون على خلفية استمرار التحريض العسكري من بيونج يانج، التي أطلقت قمرًا صناعيًا تجسسيًا إلى المدار الشهر الماضي، وتقارير عن صفقات أسلحة مزعومة بين روسيا وكوريا الشمالية، كما عثر على أسلحة تابعة لبيونج يانج في أيدي مقاتلي حركة "حماس" الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أثار شكوكًا بشأن تورط كوريا الشمالية. حسبما ذكر موقع "كوريا جونج أون ديلي" الكوري الجنوبي.
ويهدف قانون منظمة معاهدة الهند والمحيط الهادئ، الذي صاغه مكتب مايك لولر ومجموعة من النواب، إلى "إنشاء فريق عمل لتحليل الوضع الأمني في منطقة الهند والمحيط الهادئ" وتحديد ما إذا كان تحالف شبيه بحلف "الناتو" بين الولايات المتحدة وشركائها في منطقة الهند والمحيط الهادئ سيكون "رادعًا وفعالًا" للعدوان من الصين وكوريا الشمالية، وفقًا لمكتب لولر.
مواجهة الصين وكوريا الشمالية
قال مايك لولر، النائب الجمهوري من نيويورك في بيان أصدره مكتبه الأسبوع الماضي: "لقد شكل أعداؤنا -الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية- تحالفًا شريرًا لزعزعة استقرار العالم وإحداث الفوضى فيه"، وأكد أنه من الضروري أن تعمل ديمقراطيات المنطقة والعالم بتناغم لمواجهة هذا التهديد المتصاعد.
وكان لولر قد زار سول في وقت سابق من هذا العام، مع النائب مايكل ماكول، وأعضاء آخرين من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في رحلة برلمانية إلى المنطقة، التقوا خلالها بالرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، كما زاروا اليابان وتايوان في الجولة.
وقال لولر: "إن اتفاقية الأمن الجماعي لها القدرة على ردع العدوان وحماية قوى الديمقراطية في منطقة الهند والمحيط الهادئ.. أتطلع إلى مواصلة الحوار مع شركائنا والعمل مع زملائي لإقرار هذا التشريع المهم".
شكوك حول التنفيذ
وعلى الرغم من أن فكرة حلف شمال الأطلسي في منطقة الهند والمحيط الهادئ طُرحت عدة مرات من قبل المشرعين الأمريكيين، فإن مشروع القانون الذي تم تقديمه الأسبوع الماضي كان أول مرة يتم اقتراحه رسميًا في الكونجرس الأمريكي.
وقد أبدى بعض الخبراء شكوكهم في الفكرة، مُشيرين إلى بعض الاختلافات الحاسمة بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة مثل الهند، عضو في الحوار الأمني الرباعي مع الولايات المتحدة، ولكنها اختارت الاختلاف عن الولايات المتحدة في قضايا تتعلق بروسيا والصين.
وقال بارك يونج هان، باحث أول في معهد كوريا للدراسات الدفاعية، إن "مصالح اليابان الاستراتيجية تتماشى إلى حد كبير مع تلك التي تتبناها الولايات المتحدة في الحد من نفوذ الصين". وأكد "هان"، أن كوريا الجنوبية تحتاج إلى نظام أمن جماعي للتصدي للتهديدات النووية والصاروخية من كوريا الشمالية، ولكن بسبب علاقتها بالصين، كان من الصعب على كوريا المشاركة بنشاط في المناقشات المتعلقة بإنشاء مثل هذه الآلية الأمنية الجماعية.