تشهد منطقة المحيط الهادئ وصراعات كبيرة بين دول الجوار، والمحاولات الأمريكية الكبيرة لتعزيز تعاونها مع الدول المحيطة بالصين، خوفا من توسع الوجود الصيني في بحر الصين الجنوبي.
وفي إطار المحاولات المشتركة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، لتعزيز العلاقات لإذابة الجليد وطي الخلافات، عقدت محادثات ثلاثية شارك فيها نواب ومساعدون وزراء من الدول الثلاث، في محاولة لتخفيف مخاوف بكين من تعميق العلاقات الأمنية بين واشنطن وطوكيو وسول.
الخارجية الصينية توكد على المصلحة المشتركة
من جانبها، وصّفت بكين المحادثات بأنها "مناقشة متعمقة لتعزيز إعادة بدء التعاون بشكل مستقر"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين: "اتفق الجانبان على أن تنفيذ التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية يصب في المصلحة المشتركة للأطراف الثلاثة".
كوريا الجنوبية: اجتماع قمة ثلاثي قريبًا
قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أيضًا إن الدبلوماسيين اتفقوا على "عقد اجتماع قمة ثلاثي في أقرب وقت ممكن واستضافة اجتماع ثلاثي على مستوى الوزراء استعدادًا لذلك". وكان آخر قمة من هذا النوع قد عقدت في عام 2019.
إذابة الجليد
وقال تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، إن بكين وطوكيو وسول هم دول جوار، يقعوا في نفس المنطقة، ولهم تاريخ طويل من التبادل الثقافي.
وأكد "تشنج"، أن التعامل الجيد مع العلاقات بينهما وإقامة علاقات تعاون مستدامة، مهم للغاية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأطراف الثلاثة وللسلام والاستقرار في المنطقة، كما أوضح شيزونج، أن في هذه الأيام، عقد مسؤولو الخارجية من الصين واليابان وكوريا الجنوبية سلسلة من الاجتماعات في سول، بما في ذلك اجتماعات المسؤولين على مستوى المكتب، والاجتماعات الثنائية، والاجتماعات على مستوى كبار المسؤولين في وزارات الخارجية.
مستوى جديد من العلاقات
وقال "تشنج":" خلال الاجتماعات، ناقش الأطراف الثلاثة بعمق كيفية تعزيز التعاون بشكل مطرد، واتفقوا على أن التعاون بينهم سيتماشى مع المصالح المشتركة للأطراف الثلاثة، وأنه يجب أن يعملوا معًا لتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات، ودفع التعاون لتحقيق تقدم جديد، والمساهمة في تحقيق السلام والرخاء في المنطقة.
وأضاف أن الأطراف الثلاثة اتفقوا على عقد اجتماع لوزراء الخارجية في غضون بضعة أشهر، والتشاور حول دفع عقد اجتماع لزعماء الدول في أقرب وقت ممكن، والحفاظ على التواصل.
إشارة هامة
وأشار تشنج إلى أن آلية التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية أسست في عام 1999، ولأسباب مختلفة، توقف اجتماع قادة الدول الثلاثة لأكثر من 4 سنوات، وتابع، أن اجتماع كبار المسؤولين من الدول الثلاثة في سول بعد إشارة هامة للتشاور حول عقد اجتماعات أكبر على مستوى الوزراء أو حتى القادة.
استراتيجية أمريكية معادية للصين
وأوضح تشنج، أن أحد أهم أسباب توقف عملية التعاون بين الصين واليابان وكوريا هو الولايات المتحدة، فخلال هذه السنوات، عززت أمريكا تنفيذ "استراتيجية الهند والمحيط الهادئ"، ودعمت العلاقات بين "طوكيو" و"سول"، بالإضافة إلي تقوية موقفها المعادي للصين، وهذه العوامل أصبحت عائقًا كبيرًا أمام التعاون بين "بكين" و"طوكيو" و"سول"، مشددًا، أنه إذا استطاعت الدول الثلاثة تقليل تأثير الولايات المتحدة قدر الإمكان، فسوف يتقدم التعاون بينهم بثبات، وتابع تشنج، أنه مع ذلك، أبدى قادة اليابان وكوريا الجنوبية مؤخرًا نية إيجابية لتحسين العلاقات مع الصين.
موقف إيجابي
ولفت تشنج: "لاحظنا أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي كان يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك في 20 سبتمبر، قال إن إقامة علاقة بناءة ومستقرة مع الصين هو سياسة ثابتة لليابان، وأن طوكيو ستسعى إلى التواصل الوثيق مع الصين على جميع المستويات، لتعزيز التعاون الثنائي".
إشارات إيجابية من سول
وأشار تشنج إلي أن رئيس الوزراء الكوري هان دوك سو زار الصين أيضا، لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التي تقام في هانجتشو، وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء كوريا الجنوبية بكين منذ أربع سنوات ونصف، مضيفًا، أن وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جان قال، إن كوريا والصين هما جيران مهمان، وأن حكومة كوريا تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الصين، وتتطلع إلى التواصل والحوار على مستوى عالٍ مع بكين، ومن جانبه، قال رئيس كوريا يون سوك يول أيضًا، إنه يرغب في تعزيز التواصل والحوار على جميع المستويات مع الصين، وتعزيز التنسيق، ودفع التعاون بين طوكيو وسول إلى مستوى حديد.