في الوقت الذي عرقلت الولايات المتحدة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "سلطة الطوارئ" لبيع نحو 14 ألف قذيفة دبابة لجيش الاحتلال، دون مراجعة الكونجرس.
واستخدمت وزارة الخارجية الأمريكية "سلطة الطوارئ"، بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة، فيما يتعلق بقذائف الدبابات "ميركافا" التي تبلغ قيمتها 106.5 مليون دولار، لتسليمها على الفور إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
قذائف "إم 830 إيه 1" الأمريكية
وتتعلق الصفقة بقذائف "إم 830 إيه 1" من طراز 120 مليمترًا، وستكون من مخزون الجيش الأمريكي، ومُخصّصة لدبابات "ميركافا" الإسرائيلية، التي تُستخدَم في شن هجمات مدفعية مفرطة على قطاع غزة.
وقذائف "إم 830 إيه 1" الأمريكية، تتميز بقدرتها الفائقة على اختراق الدروع، إذ يمكنها اختراق أكثر من 1200 ملم من الدروع الفولاذية المدرعة، وتضمن تلك القذائف للدبابات القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها الآليات العسكرية المُعادية؛ سواء الدبابات أو المركبات المدرّعة.
وتعتمد قذائف "إم 830 إيه 1" على تقنية "التفتيت المتفجِّر" حيث يتم إطلاق شعاع مِن الطاقة الحرارية عند إطلاق القذيفة، ممّا يؤدّي إلى ذوبان الدروع وتفتيتها.
واستخدمت الخارجية الأمريكية "إعلان الطوارئ" لتسليم قذائف الدبابات إلى جيش الاحتلال على نحو فورى، بعد أن رفض مجلس الشيوخ الأمريكي تمرير مشروع القانون المتعلق بتخصيص مساعدات بمليارات الدولارات، بما في ذلك لكييف وإسرائيل، ورفض النظر في المشروع.
وقدم الديمقراطيون التماسًا لإنهاء الخلافات وتمرير مشروع القانون للتصويت عليه في مجلس الشيوخ، ولإكمال الإجراء كان من الضروري الحصول على موافقة مبدئية على القرار ذي الصلة من قبل 60 عضوًا في مجلس الشيوخ، ولم يحظ الالتماس بالدعم اللازم؛ وبالتالي فإن مجلس الشيوخ في الكونجرس لن يتمكن بعد من النظر في الطلب على أساس موضوعه، ناهيك عن الموافقة عليه.
وكان بايدن طلب في السابق، 106 مليارات دولار لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا، لكنه لم يتلق الدعم المطلوب في الكونجرس، وكانت مسألة أمن الحدود حجر عثرة أمامه.
وقال الجمهوريون في الكونجرس إنهم لن يدعموا تمويل أوكرانيا حتى تغير الإدارة نهجها في حماية الحدود الأمريكية، وصوت مجلس النواب الذي تسيطر عليه الأغلبية الجمهورية على تخصيص المساعدات لإسرائيل فقط، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أعاق هذه المبادرة، ولتمرير الطلب ينبغي موافقة مجلسي الكونجرس وتوقيع الرئيس لاحقًا.
200 طائرة محملة بالذخيرة
وتدعم واشنطن الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة في الـ7 من أكتوبر، مع مسارعتها لإرسال حاملتي طائرات في الأيام الأولى للعدوان، إضافة إلى إرسال غواصة نووية إلى المنطقة، لردع أي أطراف أخرى تريد الانضمام إلى معادلة الصراع.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، وصول الطائرة رقم 200 إلى إسرائيل التي هبطت ضمن جسر جوي أُنشأ بين إسرائيل والولايات المتحدة لدعم الاحتلال في حربه على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر.
وأشارت الوزارة، إلى أن الطائرة التي وصلت محملة بالمساعدات العسكرية والعتاد والسلاح والمركبات المصفحة الأمريكية لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وصرحت الوزارة، بأن إسرائيل استلمت 10 آلاف طن من السلاح والعتاد ضمن الجسر الجوي منذ بداية الحرب.
وفشل مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، أول أمس الجمعة، في اعتماد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لمنع تمرير القرار، في المقابل صوتت 13 دولة من أصل 15 دولة عضو في المجلس لصالح القرار، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
ولاقى " الفيتو الأمريكي" على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، إدانات واسعة من دول العالم.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى استشهاد نحو 18 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف امرأة، و9 آلاف طفل ورضيع، بحسب السلطات الصحية في غزة.
كما أدى العدوان إلى تدمير نحو 80% من مباني قطاع غزة، ونزوح نحو مليون و900 ألف شخص من شمال ووسط غزة إلى الجنوب المكدس بسكانه والنازحين إليه.