تحل الذكرى الـ75 لليوم العالمي لحقوق الإنسان، تزامنًا مع اليوم الـ65 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي ظل حرب إبادة جماعية، يشنها الاحتلال على المدنيين العُزل في القطاع، ووسط مشاهد القتل والتجويع وقصف المدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس.
اعتمدت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في باريس، عام 1948، بهدف إعلاء قيم الحرية والمساواة والعدالة، ولكن اليوم وبعد 75 عامًا، لا يزال هذا الإعلان وتطبيقه غائبًا عن الأراضي الفلسطينية.
الوثيقة التاريخية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت حقوقًا غير قابلة للتصرف، يحق لكل شخص أن يتمتع بها كإنسان بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو أي وضع آخر، وهي الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم.
في نوفمبر الماضي، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب في قطاع غزة، مُحذرًا من وضع "متفجر في الضفة الغربية".
وقال "تورك"، في إحاطة إلى الدول الأعضاء، إن هناك مزاعم خطرة للغاية بشأن انتهاكات متعددة وعميقة للقانون الإنساني الدولي، أيًا يكن مرتكبها، تتطلب تحقيقًا معمقًا ومحاسبة شاملة.
وأكد على الحاجة إلى تحقيق دولي، مُعربًا عن قلق عميق بشأن تصاعد حدة العنف والتمييز الحاد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المُحتلة.
يتركز موضوع احتفالية عام 2023، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، حول "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، إذ يشدد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديباجته على "الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة، هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم."
ويأتي الحديث عن العدالة للجميع، في وقت أسفرت هجمات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع عن استشهاد نحو 18 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف امرأة، و9 آلاف طفل ورضيع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
فيما قدر المرصد الأورومتوسطي بأن إجمالي عدد الأطفال ضحايا الهجمات، بلغ نحو 700 ألف طفل ما بين قتيل ومصاب ومشرد من دون مأوى.
ونزح نحو مليون و900 ألف شخص داخل القطاع، ويقيمون مع أطفالهم في مراكز غير مخصصة أو مناسبة للإيواء وسط اكتظاظ هائل.
ودعا المرصد المجتمع الدولي للتحرك، لوقف تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر مقبرة أطفال في التاريخ الحديث، وإنهاء حالة ازدواجية المعايير الصارخة التي تسيطر على مواقفه.
تعليق أردوغان
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، هي المكان الذي ينتهك فيه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان اليوم بشكلٍ صارخٍ.
وقال في كلمته، خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إنه رغم مرور ثلاثة أرباع قرن فإن هذا النص لا يزال يحتفظ بأهميته بوصفه وثيقة من حيث مكتسبات الإنسانية.
وأوضح أن الكثير من مناطق العالم تشهد في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال الرئيس التركي، إن الحكومة الإسرائيلية التي تحظى بدعم غير محدود من الدول الغربية، ترتكب فظائع وحشية ومجازر في غزة من شأنها أن تجعل البشرية جمعاء تشعر بالخجل، مجددًا الحديث عن إمكانية "تأسيس عالم أكثر عدلًا"، مستدركًا: "لكن ليس مع الولايات المتحدة، لأنها تقف إلى جانب إسرائيل".
وأعرب أردوغان، عن أسفه جراء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة؛ بسبب استخدام أمريكا لحق النقض، متسائلًا: "هل يمكن أن تكون هناك عدالة كهذه؟".
وشدد الرئيس التركي على أن من وصفهم بـ "جزاري غزة" يجب أن يدفعوا ثمن جرائمهم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية، معربًا عن إيمانه في تحقق ذلك عاجلًا أو آجلًا، مؤكدًا أنه لا يمكن للإنسانية أن تحرز أي تقدم مع منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشكلهما الحالي.
المرصد العربي
ودعا المرصد العربي لحقوق الإنسان، إلى ضرورة العمل على تطبيق مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في قطاع غزة، والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين، مشددًا على أن ضمير الإنسانية قد قتل مع كل مشاهد القتل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، دون أن يتحرك ساكن للمتحدثين عن حقوق الإنسان.
وفي بيانه، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق 10 ديسمبر، أكد على أن تمتع المواطنين بحقوقهم الأساسية على جميع المستويات، حفاظًا على كرامتهم الإنسانية يساهم في نشر المساواة والطمأنينة وخلق أجيال واعية قادرة على العطاء والارتقاء بدولها وتحقيق التنمية المستدامة.
البرلمان العربي
وفي بيان له أكد البرلمان العربي، أن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هي واحدة من أبشع انتهاكات مبادئ حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني التي يشهدها تاريخنا المعاصر.
وأكد البرلمان العربي، على أن صمت المجتمع الدولي المخزي حيالها، وغضه الطرف عن هذه الجرائم جعلته شريكًا أساسيًا فيما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من قتل النساء والأطفال والشيوخ.
تحركات شعبية
وتشهد عواصم الدول الغربية والعربية، مظاهرات داعمة لفلسطين ومنددة بالحرب على قطاع غزة، داعية لوقف فوري لإطلاق النار.
الخارجية الأمريكية
وفي بيانٍ للخارجية الأمريكية، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، قالت إن الولايات المتحدة تعالج من خلال إجراءات اليوم بعضًا من أكثر أشكال حقوق الإنسان تحديًا وضررًا في العالم، بما في ذلك تلك التي تنطوي على العنف الجنسي المرتبط بالصراع والعمل القسري والقمع العابر للحدود الوطنية.
وأكدت على أن إجراءات الولايات المتحدة، تعزز المساءلة عن هذه الأعمال الشنيعة، وخاصة في البيئات التي تُعاني من ضعف الالتزام بسيادة القانون، ودعم أفراد الفئات السكانية الضعيفة والمهمشة، بما في ذلك المعارضين السياسيين والنساء وقادة المجتمع المدني والناشطين وأفراد مجتمع الميم والمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين البيئيين الذين تستهدفهم الحكومات القمعية.
وأكدت الخارجية على أن إجراءات الولايات المتحدة، ترمي إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان أقوى وأكثر ديمومة، وذلك بالتنسيق مع الحلفاء الملتزمين بالنظام الدولي القائم على القواعد.
ولم يتطرق بيان الخارجية الأمريكية، بأي شكلٍ من الأشكال لذكر ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية.