بعدما امتنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عن حضور قمة "بريكس" للاقتصادات الناشئة في أغسطس الماضي بجنوب إفريقيا، أو اجتماع "مجموعة العشرين" في الشهر التالي بالهند، بسبب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضده في مارس الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، يتوجه بوتين، هذا الأسبوع إلى دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين تعدان من أهم شركائه في مجال إنتاج النفط، ولاعبين مهمين في صراعات الشرق الأوسط. حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
جدول الزيارة
ومن المقرر أن يلتقي بوتين غدًا الأربعاء بكل من رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها التعاون الاقتصادي والاستثماري والوضع في الشرق الأوسط، خاصة العدوان الإسرائيلي على غزة، بحسب ما أعلنه الكرملين.
كما أفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية، بأنه سيتم التطرق إلى موضوعي سوق النفط والصراع في أوكرانيا. وسيكون بوتين في أبو ظبي ولن يحضر قمة "كوب 28" للمناخ، التي تستضيفها دبي، وفقًا لما صرّح به المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف.
أهداف الزيارة
وقال فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، إن زيارة بوتين للقوتين الخليجيتين الرئيسيتين تعد "علامة واضحة" على أن روسيا تخرج من عزلتها الدولية.
وتهدف هذه الخطوة إلى زيادة نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وتظهر أن دولة الإمارات والسعودية، وهما حليفتان تقليديتان للولايات المتحدة، حريصتان على موازنة مصالحهما السياسية الخارجية، وفقًا له.
وتعتبر كل من السعودية والإمارات وروسيا أعضاء في "أوبك+"، التحالف المنتج للنفط الذي اتفق الأسبوع الماضي على تمديد وتعميق خفض إنتاجه. وفي مقابلة مع "بلومبرج" أمس الاثنين، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على مستوى الثقة والتعاون بين الرياض وموسكو، وهي علاقة تشكل العمود الفقري لمجموعة "أوبك+".
الوفد المرافق
وسيضم وفد بوتين في دولة الإمارات بعض المسؤولين الروس البارزين، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، الذي يتولى مسؤولية المحادثات مع "أوبك+"، وفقًا لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية. وسيصاحب بوتين أيضًا محافظ بنك روسيا، إلفيرا نابيولينا، ووزير الخارجية، سيرجي لافروف، ووزير الصناعة والتجارة، دينيس مانتوروف. وقد ينضم أيضا رجال أعمال بما في ذلك الملياردير فاجيت ألكبيروف، أحد المساهمين في "لوك أويل بي جي سي".
الحرب في غزة
وفي ظل تجاهل الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وانتهاكات المعايير الدولية، قد يكون بوتين حريصًا على استغلال الفجوة بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة. وتدعم موسكو دعوة الرياض لوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك الجهود لإعادة إطلاق مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية كمقدمة لإنشاء دولة للفلسطينيين بجانب الدولة اليهودية.
بينما على الجانب الآخر تحذر الولايات المتحدة إسرائيل من العواقب الوخيمة للعدوان على غزة، وفي الوقت نفسه تؤكد واشنطن على دعمها للعملية الإسرائيلية ضد حماس.