أدت الحرب على غزة إلى تعطيل وصول الكهرباء والوقود والدواء إلى المستشفيات، وتسببت في أضرار جسيمة، التي جاءت في هجمات كثيفة مخالفة للقانون الإنساني الدولي.
وتحدث نورثان هورتادو، رئيس الوحدة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود، مقرها في نيويورك، مع مجلة "ساينتفيك أمريكان"، حول كيف تهدد الحرب والهجمات على المستشفيات رعاية المرضى والموظفين والمدنيين الذين يأوون هناك.
وذكر "هورتادو" أنه لا يقتصر الأمر على الأدوية والأجهزة الطبية، فهناك المياه والكهرباء، هما أمران مهمان للغاية، إذ يلعب الماء دورًا مهمًا في ذلك لأنه يتعين عليك استخدام الماء النظيف لغسل الجروح وغيرها من الأمور الأساسية.
وأضاف خلال حديثه مع المجلة الأمريكية، أنه من الضروري تواجد الكهرباء، فهناك ثلاجات أو مجمدات ومكثفات الأكسجين، التي تحتاج إلى تدفق مستمر من الطاقة، يجب أن نكون حريصين حقًا على عدم فقدان كل هذه الأشياء، لأنه في تلك المناطق بشكل عام يمثل الإمداد تحديًا كبيرًا، ويستغرق الأمر عدة أسابيع للحصول عليها مرة أخرى
وقال هورتادو في نهاية اليوم تحتاج إلى الحصول على كمية معينة من الكهرباء يوميًا، ويكون لدينا خيارات ضئيلة تتمثل في الإمدادات التي يأتي من البلاد، والتي قد تنقطع بسبب الحرب أو تنعدم إحضار المولدات الكهربائية الخاصة بنا، لكن عليك أن تفكر في جميع الخدمات التي تدعم توفير الوقود للمولدات، والخيار الأكثر صعوبة هو الطاقة الشمسية لأنه يجب أن يكون لديك بنية تحتية.
واستشهد العديد من الأطفال في مستشفى الشفاء بغزة، لأن الحاضنات التي كانت تبقيهم على قيد الحياة كانت تعمل بمولدات كهربائية نفد الوقود منها، وتم أخيرًا نقل معظم الأطفال في الشفاء إلى الجنوب.
وأكد "هورتادو" إجراء أشخاص في غزة عمليات جراحية دون تخدير، وقال إنه "في لحظة ما، كان المعروض من المسكنات والمخدرات قليل جدًا. ونحن نحتفظ بالجرعات للحالات القصوى. وكان علينا أن نعطي الأولوية للاستخدام. فعلى سبيل المثال، لإجراء عملية جراحية لطفل يجب تخديره. لذلك كان بعض الناس يقومون بتضميد جروحهم دون مخدر. لقد كان سيئًا للغاية".
وعن الوضع في غزة، ذكر "هورتادو" أنه يعمل ضمن طاقم منظمة أطباء بلا حدود في بعض المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في جنوب غزة، إذ تم دفع الكثير من الناس إلى الجنوب، بما في ذلك طاقمنا الطبي. وهذا أمر جيد لأن لديك المزيد من الزملاء للعمل معهم. أما ما يزال يمثل تحديًا فهو توفير الأدوية والمواد، حتى في جنوب غزة. اليوم مع المواد القليلة المتوفرة لدينا، لا يعد الوضع مثاليًا؛ ما زلنا نحاول أن نبذل قصارى جهدنا. أكثر ما يقلقنا هو الرعاية اللاحقة لكل هؤلاء الأشخاص.
وقال هورتادو: "نحن بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، أولًا للسماح لنا بضمان السلامة، وثانيًا للسماح بتوريد المواد والأدوية. هذان هما الأمران الرئيسيان اللذان نطالب بهما".
وزعم الاحتلال الإسرائيلي أن مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي في غزة، اللذين استهدفتهما القوات الإسرائيلية يستخدمان كمخابئ لحماس، الأمر الذي نفته حماس والعاملون في المستشفيات.