الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ممثلة الصحة العالمية لـ"القاهرة الإخبارية": أكثر من 60٪ من المساعدات الإنسانية الدولية لغزة "مصرية"

  • مشاركة :
post-title
د نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر

القاهرة الإخبارية - هند المغربي

شهد العالم خلال الشهور الماضية أحداثًا جسامًا، يتعلق جانب منها بالنظم الصحية وأخرى بالصراعات، وفي القلب من تلك الأحداث كلها كانت منظمة الصحة العالمية موجودة دائمًا وبشكل كبير على الساحة سواء في الصراع السوداني أو العدوان على غزة، إضافة إلى ما شهده العالم من انتشار أوبئة وتحديات صحية.

وتأكيدًا لدور المنظمة الحيوي والمحوري أجرى موقع "القاهرة الإخبارية" حوارًا مطولًا مع ممثلة الصحة العالمية في مصر دكتورة نعيمة القصير، التي تولت منصبها كممثل للصحة العالمية في مصر منذ 2020، مشيرة خلال حوارها إلى دور مصر الحيوي لدعم سكان غزة والشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، وكذلك الصراع السوداني، لافتة إلى المبادرات الرئاسية المهمة المتعلقة بالنظم الصحية في مصر.

كيف ترين دور مصر في دعم غزة بالتعاون مع الصحة العالمية؟

بداية.. لابد أن أثمّن دور مصر المهم والرئيسي في الأزمة الفلسطينية، إذ كان للحكومة المصرية وجود قوي منذ البداية برفض العدوان والدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين فى غزة، وخاصة مناشداتها الدائمة بحماية الخدمات الصحية والعاملين الصحيين فى غزة، حيث نعمل كمنظمة الصحة العالمية على مساندة أنشطة وزارة الصحة والسكان والهلال الأحمر المصريين، وقامت بعثة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف بزيارة العريش في بداية الأزمة، ورأينا الاستعدادات المصرية الضخمة لاستقبال المصابين والمرضى من غزة، حيث كانت هناك 24 مستشفى معدة لإسعافهم، و35 سيارة إسعاف مزودة بحاضنات لرعاية الأطفال الخدج، مع وجود 150 سيارة إسعاف عند المعبر جاهزة لنقل المرضى الذي يتم إجلاؤهم.

كما دعّمنا الحكومة المصرية في وضع خطط الاستجابة المشتركة وتوفير المعدات الطبية الأساسية للمستشفيات في العريش مثل أجهزة الأشعة وأدوية التخدير وأدوات جراحة العظام والكسور، وكذلك أدوات وإمدادات للحفاظ على النظافة العامة ومنع انتشار العدوى، إلى جانب توفير سيارات مبردة لنقل الإمدادات الطبية بأمان، ودعم حملات التبرع بالدم وتوفير المعدات اللازمة لنقل الدم في درجات حرارة مناسبة، وتدريب العاملين الصحيين في الصفوف الأمامية على إرشادات منظمة الصحة العالمية للتعامل مع الحالات الحرجة في أوقات الطوارئ.

كما قمنا بإعداد عدد من الأخصائيين النفسيين لاستقبال الحالات التي تم إجلاؤها إلى مصر وتحتاج إلى دعم نفسي والتعامل معها، مع العلم بأن مصر قدمت أكثر من 60% من المساعدات الدولية لغزة.

د نعيمه ممثله الصحه العالميه في مر خلال تقديم المساعدات في ازمه غزة

خلال الأزمة السودانية.. كيف دعمت الصحة العالمية النازحين من السودان إلى مصر؟

نزح من السودان أكثر من 300 ألف شخص إلى مصر كأكبر ثاني دولة استقبلت النازحين منذ اندلاع الحرب في السودان، حيث عملت منظمة الصحة العالمية على دعم وزارة الصحة والسكان المصرية بشكل فوري وفعّال لتلبية احتياجات النازحين والحفاظ على الأمن الصحي.

وتواصل منظمة الصحة العالمية حتى اليوم العمل على الأرض من أجل ضمان تقوية النظام الصحي في أسوان (وهي المدينة المصرية التي نزح إليها أكبر عد من السودانيين) وتلبية احتياجات النازحين والمجتمعات المضيفة. وتعاونت المنظمة مع 10 مستشفيات رئيسية في أسوان حيث تم التكفل بأكثر من 600 حالة صحية للنازحين.

كما دعمت المنظمة وزارة الصحة والسكان لإنشاء عيادة متنقلة للصحة النفسية والأمراض غير المعدية (مثل السكر والضغط وأمراض القلب) للكشف والتشخيص والعلاج المجاني، كما وفرت المنظمة أدوية للأمراض غير المعدية التي غطت احتياجات 40.000 ألف مريض لمدة 3 أشهر.

ما أهم البرامج والمشروعات التي تدعم النظم الصحية في مصر؟

خلال الأعوام القليلة الماضية، انطلقت مشروعات كثيرة في مجالات متعددة منها الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والأوبئة مثل كوفيد 19، ودعمنا الوزارة في ترصد الأمراض والاستعداد والاستجابة لها، وكذلك الأمراض غير المعدية ومكافحة التبغ ودعم تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، وتقوية النظام الصحي وتوطين الصناعات المحلية ذات الجودة للأدوية واللقاحات، ويتم ذلك من خلال توفير التدريبات للكادر الصحي على توجيهات منظمة الصحة العالمية، وتوفير الأدلة العلمية والمشاركة في وضع الخطط والاستراتيجيات، وتوفير الإمدادات والأدوات اللازمة وكذلك دعم الرقمنة والصحة الرقمية.

ويجب أن نشيد بأن مصر أصبحت أول بلد يبلغ "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية. ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C. وعلى مدار السنوات، دعمت المنظمة وزارة الصحة المصرية بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد C وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، في الحملة. وتواصل المنظمة دعمها للوزارة في بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.

وتتواصل إشادتنا بما حصلت عليه هيئة الدواء المصرية، إذ وصلت لمستوى النضج 3 (ML-3) وهو ثاني أعلى مستوى في تصنيف منظمة الصحة العالمية للهيئات الوطنية التي تتولى تنظيم وتنفيذ ومراقبة جودة وفاعلية ومأمونية المستحضرات والمستلزمات الطبية. وهذا يجعل هيئة الدواء المصرية أول من يصل إلى المستوى ML-3 لتنظيم اللقاحات في إقليم شرق المتوسط ​​والتاسع على المستوى العالمي.

ودعمت المنظمة هيئة الدواء المصرية على مدار السنوات من خلال الزيارات التقييمية المتعددة وتقديم التوصيات بشأن تحسين الأداء. فيما تم تعاون بين المنظمة ووزارة الصحة المصرية في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية في 2022.

أيًا تعاونت المنظمة مع وزارة الصحة والسكان والأمانة العامة للصحة النفسية وجامعة بريتيش كولومبيا في كندا لإطلاق المنصة الوطنية الأولى على مستوى مصر والإقليم؛ لتقديم الإرشاد النفسي والمشورة بخصوص الصحة النفسية وعلاج الإدمان بشكل مجاني من خلال نخبة من الأطباء والأخصاء النفسيين، الذين تقوم المنظمة بعقد التدريبات لهم. وحتى الآن تم عقد أكثر من 2000 جلسة من خلال الموقع وهناك نحو 20.000 شخص مسجلين بالموقع.

د نعيمه القصير ممثله الصحه العالمية في مصر
وسوم :