الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحت وطأة المعارك.. الكوليرا وحمى الضنك تتربصان بالسودانيين

  • مشاركة :
post-title
وضع صحي صعب في السودان

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

بينما نّزح آلاف السودانيين هربًا بحياتهم من معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إلى الشرق البعيد عن قتال على ما يبدو لن تهدأ وتيرته دون أن تتجدد شعلته مرة أخرى، طالتهم الأوبئة في ظل قطاع صحي خربة إمكاناته، وأسقطت عدوى الكوليرا وحمى الضنك تحديدًا ما بين مئات من الوفيات وآلاف طريحي الفراش دون مساعدة تكافئ حجم الكارثة.

وضع كارثي في القضارف

حذّرت السلطات الصحية في السودان من أن معدل الإصابات التراكمي، والوفيات جراء حمى الضنك في ولاية القضارف، ينذر بكارثة صحية كبيرة، بينما تكتظ أغلب مستشفيات الولاية بالمرضى.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن مئات الوفيات تم تسجيلها جراء حمى الضنك التي انتشرت أخيرًا، في البلاد وسط القضارف والقلابات، إضافة إلى آلاف الإصابات.

يأتي ذلك، بينما أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل نحو 500 حالة اشتباه و300 إصابة مؤكدة.

وأكدت "لجنة الأطباء" في السودان إن عدوى الحمى استشرت في غالبية المنازل لدرجة بات فيها التقصي صعبًا عن أعداد محددة لحصر المصابين، مضيفة أن طريحي الفراش في المنازل عددهم أضعاف ما يصل المشافي والمراكز الصحية.

وطالبت لجنة نقابة الأطباء وزارة الصحة بأقسامها المختلفة بالقيام بواجبها في توفير الموارد اللوجستية والفنية والطبية لمواجهة الوباء، داعية لتوفير المعدات المخبرية، والأدوية المساعدة في علاج أعراض المرض، وفتح مخيمات إسعافية مؤقتة لتلافي حدوث ضغط على المستشفى التعليمي وتفعيل المراكز الصحية حسب الخطة الجغرافية، بحسب البيان.

60 حالة اشتباه يوميًا

وأشارت تقارير عن مصادرة صحية محلية، إلى تسجيل مستشفى القضارف نحو 60 حالة اشتباه بحمى الضنك، يوميًا، وأن المعمل تنحصر قدرته في الكشف عن 50 عينة حددها لفحص حمى الضنك يوميًا، بينما يتكدس عدد المصابين في المستشفيات، وفق ما ذكر "راديو دنبقا" المحلي في السودان.

ونقل الراديو المحلي عن أحد الناشطين في العمل الطوعي الصحي في الولاية، بسير الصادق، قوله إن "المدينة تشهد شحًا في أكياس الدم والأدوية وعدم توفر السيولة لشراء الأدوية، في وقت يعاني فيه النازحين في مراكز إيواء القضارف من تزايد حالات الإصابة".

من جهتها في هذا الشأن، ناشدت اللجنة المنظمات الطوعية العاملة في مجال الصحة بتقديم المساعدات الطبية والثقيف الصحي للمواطنين وحملات إصحاح البيئة، كما ناشدت القوى المجتمعية بضرورة تكوين فرق إسناد تعمل على المساهمة في دفن وتجفيف البرك وحملات الرش للحد من انتشار الأمراض.

مئات الإصابات بالكوليرا

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، تفشي عدوى الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان. وأكدت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أنه تم إدخال 162 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا إلى المستشفيات في ولاية القضارف ومناطق أخرى على طول الحدود مع إثيوبيا. كما أكدت إصابة 80 حالة شرقي البلاد، فيما توفي 10 أشخاص بسبب ضامات الكوليرا، وهي عدوى بكتيرية مرتبطة بالأغذية أو المياه الملوثة.

وكشفت غرفة طوارئ شرق النيل، في أحدث بياناتها، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل ثلاث وفيات و14 إصابة مؤكدة بالعدوى، إضافة إلى ثلاث حالات اشتباه في مستشفى إبان جديد بشرق النيل منذ الجمعة الماضي.

وفصل بيان "طوارىء شرق النيل" الإصابات المؤكدة بالفحص المعملي وشملت "ست حالات من النساء، وثمانية من الذكور، بينهم أربعة أطفال".

مد "الطوارىء الصحية"

أما عن موقف وزارة الصحة الاتحادية، فأجازت خطة الإستجابة والطوارئ مع كل الشركاء حتى نهاية العام في 31 ديسمبر 2023، وحددت على رأس أولويات التدخلات الصحية "الإستجابة العاجلة للاحتياجات الصحية من إمداد طبي بالأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية بالإضافة إلى تشغيل المستشفيات ومكافحة الأوبئة"، وفق ما أكد الوزير المُكلف بتيسير الأعمال هيثم محمد ابراهيم، خلال لقائه ممثل منظمة الصحة العالمية نعمة سعيد عابد، ووفد طبي، أمس الاثنين، بحسب ما أفاد بيان عن الوزارة.

بنية تحتيه صحية خربة

وتعاني البنية التحتية الصحية في السودان، من دمار جسيم، إثر المعارك الدائرة في البلاد، من منتصف إبريل هذا العام، بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع المسلحة.

وأكد وزير الصحة الاتحادية في السودان، فقدان 70% من الخدمات التخصصية وأصولها من الأجهزة والمعدات في ولاية الخرطوم، حيث تدور أغلب المعارك، وحددها في ( مستشفى الأورام، طب وجراحة القلب، مناظير الجهاز الهضمي، العظام، جراحة الأطفال) بالإضافة إلى الخدمات التشخيصية (الرنين المغنطيسي، الأشعة المقطعية)، مبينًا أن هناك أكثر من 100 مستشفى خرجت من الخدمة في ولايات دارفور والخرطوم. بحسب بيان للوزارة، أمس، منشور عبر حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك".

90 مليون دولار "حاجة مُستعجلة"

وبلغت تكلفة الاحتياجات المستعجلة للقطاع الصحي في السودان، بما يقدر بنحو 90 مليون دولار تساهم الدولة بنحو 30% منها، بحسب ما كشف وزير الصحة المُكلف في بيانه السابق.

في ظل ذلك، فإن منحة دوائية مقدمة من الصحة العالمية، في طريقها إلى السودان خلال شهر أكتوبر المقبل، بحسب ما أعلن ممثل الصحة العالمية نعمة سعيد عابد، الذي أكد خلال لقائه وزير الصحة التزام المنظمة بتقديم الدعم لمعامل السودان، وفق البيان.

وتشمل المنحة الدوائية "غسلات لمرضى الكلى"، كما أنه ثمة تنسيق مبدأي يجري لتدخلات مجابهة الوبائيات في البلاد، بحسب ما أفاد ممثل الصحة العالمية.