انطلاقًا من الحفاظ على التراث السينمائي التونسي وحماية للذاكرة السينمائية، قررت الدكتورة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية، نقل الأرشيف من مكانه القديم في ضاحية قمرت إلى مقر جديد بدار الكتب الوطنية، كما أطّلعت على عدد الأفلام المتهالكة التي تحتاج إلى ترميم، وطالبت بضرورة الاعتناء بها.
بعد هذا القرار قام المسؤولون على الفور في حملات تهيئة المكان الجديد؛ ليكون جاهزًا لاستقبال الأرشيف السينمائي التونسي، واستخدام التقنيات الخاصة بحفظ هذا الرصيد وترتيبه بشكل يُحافظ عليه.
اتخاذ هذا القرار جاء بهدف تحسين وضع خزائن الأرشيف السينمائي التونسي بعد أن اتضح وجود أسطوانات لأفلام وثائقية وروائية، مُهددة بالتلاشي بحكم قِدم وضعية البنية التحتية الموجود بها، كما انضم للأرشيف أفلام أجنبية جرى تصويرها في تونس كواجهة سياحية منذ الستينيات، قبل الاستقلال".
تطلبت عملية تحويل الأفلام إلى المكتبة الوطنية عدة مراحل؛ من أهمها وضع الأفلام التي تم تنظيمها في حافظة معدة للتحويل، بجانب تحضير استمارة محتوى الأفلام والتحويل، وتحضير نظام التصنيف والترتيب المُخصص لعملية التنظيم بالمكتبة، وبالفعل تم تحويل 5932 علبة فيلم من الخزينة.
تؤكد كريمة عميرات، مسؤولة الاتصال في المركز الوطني للسينما والصورة، لموقع "القاهرة الإخبارية" أن نقل تلك الأعمال تم على مراحل، الأولى كانت في 8 فبراير 2023 بنقل 1055 علبة فيلم من "اليوميات التونسية"، وفي 6 يونيو من العام نفسه تم نقل 1590 علبة فيلم من "الأفلام الوثائقية واليوميات التونسية"، أما في 23 يونيو فنُقل 717 علبة من أفلام الهواة، وتم نقل 1380 علبة من أفلام الهواة والقصيرة في 7 سبتمبر، وأيضًا نقل 1190 فيلم قصير في 26 سبتمبر.
وأوضحت أنه تم الشروع في جرد الأفلام الأصلية الطويلة، وتم الانتهاء من جرد 1300 علبة فيلم أصلي، ولا زال هناك عدد من الأفلام الطويلة والأصلية الأجنبية من ليبيا والجزائر وفلسطين لم يتم جردها بعد".
يذكر أن الإعلان عن ميلاد الخزينة الوطنيّة للسينما التونسية بمقرها الجديد بدار الكتب الوطنية يوم 8 فبراير الماضي بعد تخطي مراحل المعالجة، والترميم للأرشيف السينمائي الوطني في مقره القديم بضاحية قمرت ليتم نقل هذا المخزون المهمّ إلى أماكن مهيأة لشروط الحفظ العلمية الملائمة.