الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين موسكو وواشنطن.. "الفيتو" حجر عثرة في طريق مشاريع الأمم المتحدة لوقف العدوان في غزة

  • مشاركة :
post-title
مجلس الأمن الدولي- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتصاعد التوترات بين القوى العظمى بسبب أزمة غزة، إذ أصبح حق الفيتو سلاحًا يستخدمه كل طرف لفرض رؤيته، لمنع قرارات الأمم المتحدة غير المرغوبة، ففي حين تحاول روسيا والصين استخدام الفيتو لإجبار إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية، تلجأ أمريكا لنفس الأسلوب لرفض قرارات تنتقد إسرائيل، وفي هذه المواجهة الدبلوماسية اللاذعة، أصبحت الأمم المتحدة مُكبلة اليدين أمام مشاهد المآسي الإنسانية المتفاقمة في غزة.

قالت وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ لتخريب الجهود الدولية لإنهاء إراقة الدماء في الشرق الأوسط، على الرغم من التحذيرات الشديدة من موظفي المنظمة الحكومية الدولية بشأن العدد المذهل للقتلى المدنيين في غزة.

وقالت وزارة الخارجية في بيانٍ على موقعها الإلكتروني: "لقد دعا جميع ممثلي الأمم المتحدة بشكل مشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، من شأنه أن ينهي هذا العقاب الجماعي اللاإنساني ومعاناة الأطفال والنساء والمسنين".

"ومع ذلك، فإن مجلس الأمن لا يستطيع تنفيذ تفويضه المباشر ويظل مشلولًا بسبب موقف دولة واحدة - الولايات المتحدة".

وأضافت الوزارة أن إسرائيل "تتحمل بالكامل" واجب احترام القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية، بما فيها غزة.

واستخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها حق الفيتو ضد ثلاثة قرارات، اثنان منها برعاية روسيا وواحد برعاية البرازيل، تدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية. 

وفي الوقت نفسه استخدمت روسيا والصين يوم الأربعاء الماضي حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، بشأن الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين دعا إلى وقف مؤقت للقتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ووقف تسليح فصائل المقاومة والجماعات الأخرى في قطاع غزة.

ومنذ ذلك الحين دعت الولايات المتحدة إلى "هدنة إنسانية"، لكنها زعمت أن وقف إطلاق النار الشامل في هذا الوقت لن يؤدي إلا إلى مساعدة فصائل المقاومة، لتستعيد قدراتها لما قبل عملية طوفان الأقصى التي أدت إلى شن غارات جوية انتقامية من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، راح ضحيتها أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني، بينهم العديد من النساء والأطفال، منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وتحذر منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الأممية؛ من أن الوضع المزري يتفاقم؛ بسبب نقص الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية الأخرى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الأسبوع الماضي، إن "الكارثة التي تتكشف في غزة تجعل الحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار أكثر إلحاحًا مع مرور كل ساعة"، واصفًا القطاع الفلسطيني بأنه "مقبرة للأطفال".

وأصدرت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، بيانًا مشتركًا جددت فيه النداء لإنهاء الأعمال العدائية بشكل عاجل. وكتبوا: "هناك حاجة إلى تحرك دولي حاسم الآن لضمان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، والحفاظ على ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في غزة".