تأتي قمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينج، في سان فرانسيسكو، على هامش قمة "أبيك" -قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي- في ظل ظروف حرجة بين البلدين، إذ تحاول القوتان العالميتان إيجاد توازن بين المنافسة الاستراتيجية والتعاون في عالم متزايد الخطورة. حسبما ذكر موقع "إن بي سي" الأمريكي.
حرب النفوذ
تواجه العلاقة بين الولايات المتحدة والصين المزيد من التحديات، أكثر مما واجهته في العقدين الماضيين، فكلا البلدين متورطان في منافسة طويلة الأمد على الهيمنة العالمية، وكلاهما يسعى إلى تشكيل قواعد ومعايير النظام الدولي في المستقبل.
ومع ذلك، هناك طيف واسع من الأطراف المعنية على الصعيد العالمي، بما في ذلك الدول الكبيرة والصغيرة والمستثمرين والشركات، ويتطلعون إلى رؤية هذه القوى الكبرى تستكشف فرص التعاون في التصدي لمجموعة من القضايا العالمية، مثل مراقبة الأسلحة النووية والتغير المناخي وتنظيم الذكاء الاصطناعي. حسبما ذكر موقع "ABC" الأمريكي.
القضايا الرئيسية
السؤال الملح هو ما إذا كانت هاتان القوتان العالميتان قادرتين على إيجاد توازن فعال بين منافساتهما الاستراتيجية طويلة الأمد والحاجة المتزايدة إلى إدارة علاقتهما، وعليهما أيضًا إعادة بناء العادات الأساسية للتعاون لمواجهة التحديات الحياتية التي نشأت.
وفي حين أكدت الولايات المتحدة ضرورة هذا التوازن، كانت الصين مترددة في التبني الكامل لفكرة المنافسة المتزامنة مع الحواجز والتعاون في مجالات المصالح المشتركة والتهديدات المشتركة.
وهناك دلائل على أن الصين قد تكون أكثر استعدادًا لهذا المفهوم، ولكن نتيجة الاجتماع بين شي وبايدن ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت القوتان على طريق الوصول إلى "تسوية" يمكن أن تحدد الحدود اللازمة لمنع تصاعد المنافسة إلى صراع، مع البحث النشط عن سبل للتعاون في التحديات العالمية الملحة.
الفرصة الأخيرة
يواجه الرئيس الأمريكي تحديًا كبيرًا في التوازن بين موقفه من الصراع الأمريكي الصيني، ومصالحه السياسية والاقتصادية في الداخل، فهو يحاول إظهار التزامه بأمن إسرائيل -حليفه الأساسي في الشرق الأوسط- وحماية أمنه القومي، وفي نفس الوقت يحاول عدم خسارة دعم قاعدته الديمقراطية والتقدمية التي تطالب بالعدالة والحقوق للفلسطينيين، ويبدو أن قمة بايدن وشي قد تكون الفرصة الأخيرة لتحقيق الاستقرار في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
منعطف خطير
ومن جهته، قال شيه فنج، السفير الصيني لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن العلاقات بين البلدين تواجه تحديات خطيرة، ولا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لتحقيق الاستقرار وتحسين العلاقات الثنائية، حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية.
وأكد "شيه"، اليوم الجمعة، أنه مع خروج العالم من الوباء، تحتاج العلاقات الصينية الأمريكية إلى الخروج من هذا النفق المظلم، مضيفًا أنه يجب تشجيع الأشخاص من مختلف القطاعات على إجراء المزيد من الحوارات والتبادلات، من أجل إذابة جليد سوء الفهم، وبناء جسور للتفاهم المتبادل.