الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ما بين آلام الجسد وبطش العدوان الإسرائيلي.. معاناة مرضى غزة لا تنتهي

  • مشاركة :
post-title
مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في ظل استمرار معاناة سكان غزة من القصف الإسرائيلي الغاشم على المنشآت الصحية منذ أكثر من شهر، يواجه مرضى الأمراض المزمنة آلامًا مزدوجة لا تهدأ، فبينما يخوضون معاركهم الشاقة لتخفيف آلام مرضهم، تتعرض المؤسسات الطبية التي توفر لهم العلاج لقصف وحشي إسرائيلي.

وفي ظل بحث المرضى عن بصيص أمل للشفاء من معاناتهم البدنية، يتعرضون لضربات قاسية من عدوان إسرائيلي غير إنساني يهدد حياتهم باستمرار. وفي مثل هذه الظروف، لا يدرون أحيانًا ما إذا كانوا سينتصرون على مرضهم أم سيقعون ضحية للعدوان الإسرائيلي، لتكون الشهادة هي الملاذ الأخير الذي يريحهم من الألم.

ألم العدوان مع ألم المرض؟

في نهاية أكتوبر كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن تعرض مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني لهجوم من قبل القوات الجوية الإسرائيلية، وهذا الهجوم كان الثاني من نوعه، حيث كان هذا المستشفى يعالج مرضى السرطان، نتج عن هذا الهجوم توقفًا تامًا لأنشطة المستشفى، إذ إنها كانت الجهة الوحيدة في القطاع التي تقدم خدمات علاج متخصصة لمرضى السرطان.

وفي بصيص من الأمل بدأت السلطات الصحية المصرية في استقبال حالات أطفال مرضى السرطان من قطاع غزة، لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، بحسب ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

كما أعلن مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة، الخميس الماضي، عن وفاة 4 مرضى سرطان، جراء توقف المستشفى عن العمل؛ بسبب القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود، مما أدى إلى تفاقم معاناة هؤلاء المرضى بصورة لا يُمكن تحملها، إنهم ليسوا فقط يحاربون المرض بذاتهم بل يتعين عليهم أيضًا مواجهة التحديات الناجمة عن عدم الاستقرار والحروب.

وفي وقتٍ سابقٍ، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأزمة التي يواجهها أصحاب الأمراض المزمنة في غزة، إذ يوجد أكثر من ألف مريض يعتمدون على جلسات غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من ألفي مريض يتلقون علاجًا لمرض السرطان، ونحو 45 ألف شخص يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض يعانون من مرض السكري.

داء الكلى وداء العدوان؟

وزارة الصحة في قطاع غزة كانت دائمًا تعمل جاهدة لتقديم الخدمات الطبية الحيوية للمواطنين، وكانت غالبًا ما تعتمد على الدعم القادم من المؤسسات العربية والدولية لتقديم المساعدة لمرضى الكلى، إذ توفر وسائل نقل مرضى الكلى إلى المستشفيات لإجراء جلسات الغسيل الكلوي، والتي كانت تتكرر مرتين في الأسبوع لكل مريض. ومنذ نشبت الحرب الأخيرة على غزة؛ توقفت هذه الخدمات الحيوية، وهذا التوقف أجبر أهالي المرضى على البحث عن بدائل صعبة للوصول إلى المستشفيات، خاصةً مع نقص وسائل المواصلات العامة تقريبًا.

مع استمرار تفاقم الأوضاع في غزة، تزداد تعقيدات وصعوبات مرضى الكلى الذين يواجهون تحديات في الوصول إلى المستشفيات المتخصصة؛ من أجل جلسات الغسيل الكلوي، فالأولوية الآن تتجه نحو الجرحى والمصابين الذين يحتاجون إلى العلاج الفوري، مما يجعل الوصول إلى المشافي والحصول على علاج الكلى مهمة صعبة وتستغرق وقتًا طويلًا.

جرح نفسي جراء العدوان

ولاستكمال مسلسل العدوان الإسرائيلي على القطاع الطبي، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تعرض مستشفى الطب النفسي الوحيد في القطاع لهجوم من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى استهداف مستشفى العيون، ما يزيد من تفاقم الأوضاع والصعوبات التي يواجهها المرضى ومقدمو الرعاية الصحية في القطاع.

يأتي القصف الذي طال مستشفى الطب النفسي في قطاع غزة، في إطار حملة استهداف المستشفيات والمراكز الصحية العديدة في القطاع. هذه الهجمات تستهدف البنية التحتية الصحية وسيارات الإسعاف، مما يعرض حياة المرضى والجرحى للخطر، وتشير تقارير سابقة للأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من 100 هجوم على منشآت طبية في غزة منذ بداية الصراع.

استهداف الأجيال القادمة والمستقبل

بالنسبة للمستشفيات المخصصة لرعاية النساء الحوامل والأطفال، فلم تسلم من العدوان الغاشم لجيش الاحتلال، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بإلحاق أضرار بالمنشآت الطبية وقطع الإمدادات والوقود، بل شن هجومًا على مستشفى الدكتور ثروت الحلو؛ ما ترتب عليه تعريض حياة النساء في أقسام الولادة والطواقم الطبية لخطر كبير.

وبشأن الأوضاع الصحية في القطاع، أشار "القدرة" إلى أن الصعوبات تتزايد يومًا بعد يوم، بسبب افتقار المنشآت الطبية للمياه والأدوية والكهرباء، مما يُشكل تهديدًا كبيرًا للوضع الصحي، وهذا يعني أن هناك كارثة صحية مُحتملة، وأضحت وشيكة، خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يصبحون عرضة للخطر بشكل خاص في حالة انهيار البنية الصحية بشكل كامل.