الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مذكرة مسربة.. دبلوماسيون أمريكيون يعارضون سياسة بايدن "يجب أن تنتقد إسرائيل علنا"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

قد تكون الولايات المتحدة مُجبرة قريبًا على انتقاد إسرائيل علنًا، أو لن تفعل، لكن المؤكد أن هناك أصواتًا دبلوماسية أمريكية عاقلة، تعارض النهج العام ذا الدعم المطلق لكيان الاحتلال وعدوانه المتصاعد على الشعب الفلسطيني، بما يخالف كل المعايير الدولية لأكثر من شهر منذ بدء الحرب الأخيرة في غزة.

كشفت صحيفة بوليتيكو، يوم الثلاثاء، عن مذكرة معارضة صنفت على أنها "حساسة ولكنها غير سرية"، إذ وجه موظفو وزارة الخارجية الأمريكية من خلالها انتقادات لاذعة لتعامل إدارة بايدن مع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ويجدون أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علنًا، وأن تدعم وقف إطلاق النار.

فقدان الثقة في نهج بايدن

وبحسب البوليتيكو، تشير الرسالة في مقدمتها إلى فقدان متزايد للثقة بين الدبلوماسيين الأمريكيين إزاء نهج الرئيس جو بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، حيث الحرب في غزة.

وتعكس المذكرة مشاعر العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، بعد العديد من المحادثات بين موظفي الوزارة، وتنذر بأنه في حال اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن.

واستخدمت الولايات المتحدة، قبل أيام، حق النقض (الفيتو) ضد قرار للأمم المتحدة مدعوم من العديد من الدول، يدين جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك من جانب المقاومة، ويؤيد المساعدات الإنسانية لغزة.

طلبان رئيسيان

وتحتوي المذكرة على طلبين رئيسيين، الأول أن تدعم الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، والثاني أن توازن بين رسائلها الخاصة والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية ومعاملة الفلسطينيين التي تفضل الولايات المتحدة عمومًا الاحتفاظ بها سرًا، بحسب "بوليتيكو".

فجوة بين المعلن والمستور

وتنتقد الوثيقة الفجوة بين الرسائل الخاصة والعامة الأمريكية والتي في تقديرها "تساهم في التصورات العامة الإقليمية بأن الولايات المتحدة جهة فاعلة متحيزة وغير نزيهة، وفي أحسن الأحوال لا تعمل على تعزيز المصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وفي أسوأ الأحوال تضر بها".

انتقاد إسرائيل علنًا

وتطالب الوثيقة إدارة بايدن بضرورة الانتقاد علنًا لانتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية، ولمعاييرها المزدوجة في التعامل مع القضية الفلسطينية.

تقول الوثيقة بحسب بوليتيكو "يجب أن ننتقد علنًا انتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية مثل الفشل في قصر العمليات الهجومية على الأهداف العسكرية المشروعة".

وأضاف نص الوثيقة "عندما تدعم إسرائيل عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي، أو تستخدم الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، يجب علينا أن نعلن علنًا أن هذا يتعارض مع قيمنا الأمريكية حتى لا تتصرف إسرائيل دون عقاب".

أصوات أمريكية منزعجة

أوضحت صحيفة البوليتيكو أنه ليس من الواضح عدد الأشخاص الذين وقعوا على المذكرة، أو إذا تم إرسالها إلى قناة المعارضة التابعة للخارجية الأمريكية، ومع ذلك، فإنها وجدت أن مضمونها قد يوفر "نافذة على تفكير العديد من الأشخاص في وزارة الخارجية الأمريكية، التي طالما أزعجها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية التصعيد في غزة، يتم توزيع مذكرات معارضة متعددة حول هذه الحرب في وزارة الخارجية في محاولة لجمع التوقيعات.

وتعد قناة المعارضة التابعة للوزارة وسيلة تسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن استيائهم بشأن مسألة تتعلق بالسياسة دون خوف من الانتقام.