الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهر على الحرب.. "الاحتلال" قسّم غزة إلى شطرين وأعداد الشهداء تجاوزت العشرة آلاف

  • مشاركة :
post-title
التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

مع مرور أكثر من شهر على الحرب في غزة، تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإسناد ومساعدة عسكرية أمريكية، من شطر القطاع إلى نصفين وتطويقه بغية إحكام الطوق على مسلحي الفصائل الفلسطينية، وبالمقابل تدهور الوضع الإنساني وتجاوز أعداد الشهداء عشرة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال.

غزة إلى شطرين

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات كبيرة ستتواصل في الأيام المقبلة على قطاع غزة، مؤكدًا أنه تمكن من قسم القطاع المحاصر إلى شطرين، وأنه قريب من إحكام الطوق على مسلحي الفصائل الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هجاري، في مؤتمر صحفي، إن الجيش ينفذ "ضربات واسعة النطاق على البنية التحتية الإرهابية، تحت الأرض وفوقها".

وكشف الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع عدد قتلاه من الجنود خلال العملية البرية إلى 34 شخصًا.

بالمقابل أكدت الفصائل الفلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي يشن منذ مساء الأحد "قصفًا كثيفًا" حول مستشفيات عدة في شمال قطاع غزة، وسط انقطاع جديد لخدمات الاتصالات والإنترنت عن القطاع.

ومنذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة قبل أسبوع، قال جيش الاحتلال إنه استطاع تدمير أكثر من 2500 هدف برًا وجوًا وبحرًا.

وفي بيانٍ أورده في وقت سابق، أوضح جيش الاحتلال أن إحدى الفرق التابعة له ضربت نحو 1600 هدف لحماس وحدها، بما في ذلك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة، ومستودعات أسلحة، ومواقع صواريخ مضادة للدبابات ونقاط مراقبة، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

استمرار النزوح إلى الجنوب

على صعيد آخر، لا تزال تضغط إسرائيل على المدنيين في غزة، للنزوح إلى الجنوب، بينما تشن غارات جوية مكثفة وهجومًا بريًا كبيرًا على الشمال.

ورصدت وسائل إعلام الحشود من المدنيين على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب في غزة، حاملين معهم أمتعتهم ودافعين كبار السن وذوي الاحتياجات على كراسي متحركة، بينما قاد آخرون عربات تجرها الحمير، في ظل نقص لإمدادات الوقود بسبب الحصار المطبق على القطاع، لاسيما الدمار الذي سلب الفلسطينيين أغلب ممتلكاتهم وسياراتهم.

وقدرت الأمم المتحدة أعداد النازحين من شمال قطاع غزة إلى الجنوب بنحو 1.5 مليون شخص، بما يقدر بنحو 70% من السكان، فروا من منازلهم، ولجأ الكثيرون منهم إلى المدارس أو المستشفيات هربًا من الغارات الجوية.

ويعيش نحو 690.400 فلسطيني في 149 ملجأ طوارئ مخصصًا للأونروا، كما يقيم 121,750 فلسطيني في المستشفيات والكنائس والمباني العامة الأخرى، وحوالي 99,150 في 82 مدرسة غير تابعة للأونروا، ويقيم النازحون المتبقون الذين يبلغ عددهم 600 ألف شخص مع عائلات مضيفة، حيث انتقل 150 ألف مواطن لمراكز الإيواء في الأيام القليلة الماضية؛ بحثًا عن الطعام والخدمات الأساسية، بحسب (وفا).

وضع إنساني صعب

وجراء استمرار القصف الإسرائيلي على أغلب القطاع، وصل مساء اليوم الاثنين، عدد من الشهداء والجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي نتيجة تواصل الغارات والقصف المدفعي على أحياء الزيتون والشجاعية وتل الهوى وتل الزعتر وجباليا، بحسب رصد وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وبدخول الحرب في غزة يومها الـ 31، الاثنين، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، إلى 10165 شهيدًا، ونحو 27 ألف جريح، بحسب إفادة وزارة الصحة الفلسطينية نقلت عنها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأوضحت الصحة الفلسطينية، في تقريرها اليومي، الاثنين، أن 10010 شهداء ارتقوا في قطاع غزة، وأصيب أكثر من 25 ألفًا، وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 155، والجرحى إلى نحو 2250، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش في تصريح صحفي، اليوم، إن الكابوس الذي يشهده قطاع غزة هو أكثر من كونه أزمة إنسانية لأنه "أزمة للإنسانية"، معلنًا إطلاق الأمم المتحدة وشركائها نداءً إنسانيًا بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص يشملون جميع سكان قطاع غزة و500 ألف شخص في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وأشار الأمين العام إلى دخول بعض المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، ولكنه شدد على أن معبر رفح وحده ليس مزودًا بالقدرات اللازمة لمرور شاحنات الإغاثة على النطاق المطلوب، بحسب ما أفاد موقع الأمم المتحدة.