الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تعلقت بجثمان الطفلة كتعلق الفلسطينيين بأراضيهم.. مأساة الأمهات تحت القصف

  • مشاركة :
post-title
الفلسطينية إيناس أبو معمر تحمل جثمان ابنة أخيها سالي

القاهرة الإخبارية - محمود عبد الغني

مأساة حقيقية تعيشها الأمهات الفلسطينيات، وهن يروّن أبناءهن وبناتهن بالكفن الأبيض، إذ لم يتخيلن يومًا أن يُشيّعن فلذات أكبادهن في عمر البراءة، لكن قصف الاحتلال المستمر على قطاع غزة نسف جميع أحلامهن لهؤلاء الملائكة أن يكبروا أمام أعينهن، حين أزهق أرواح أكثر من 4 آلاف طفل خلال الأسابيع الماضية، وهو حال إيناس أبو معمر التي رصدتها الكاميرات تتمسك بجثمان ابنة شقيقها التي استشهدت في قصف سابق.

تعلقت "أبو معمر" بجثمان الطفلة سالي ذات الخمس سنوات، في مشرحة مستشفى ناصر بخان يونس، جنوبي قطاع غزة، والتي أصبحت رقمًا في عدد وفيات أطفال القطاع الذي اعتاد العالم الغربي على أن يشاهده يوميًا دون حراك، مشككين فيما يرونه داعمين للاحتلال في مواصلة مجازره.

احتضنت العمة جثمان طفلة شقيقها التي فقدت أمها في قصف أيضًا، فيما فشلت الطواقم الطبية في انتشالها من بين ذراعيها ووضعها في ثلاجة الموتى المكتظة بالأطفال والنساء والشباب، فكان تعلقها بالجثمان مثالا وشاهدًا على تعلق الفلسطينيين بأراضيهم، رافضين أن يتزحزحوا أو أن ينزحوا عنها رغم ما يعيشوه كل ثانية من مئات أطنان المتفجرات التي تسقط على رؤوسهم.

"فقدت الوعي عندما رأيت الفتاة، أخذتها بين ذراعيّ.. طلب مني الطبيب أن أتركها.. لكنني طلبت منهم أن يتركوها معي"، هذا ما قالته العمة المكلومة على ابنة أخيها، تلك الطفلة التي لم تشفع لها براءتها في النجاة من قذائف ومتفجرات الاحتلال الغاشم الذي لا يعرف معنى للإنسانية غير الدمار والهلاك ولا يفرق بين الأطفال والكبار.

لم تكن سالي الوحيدة من بين عائلتها التي استشهدت، إذ سبقها كل من والدتها وشقيقتها، وكذلك عمها وعمتها، وكان للملاك الذي استشهد على يد جنود الاحتلال، منزلة خاصة لدى عمتها إيناس فقد اعتادت أن تذهب إلى منزل جدتها وهي في الطريق إلى روضة الأطفال وتطلب من عمتها التقاط الصور لها.

وقالت إيناس: "معظم مقاطع الفيديو والصور الموجودة على هاتفي المحمول لها".

وكان أحمد شقيق سالي، البالغ من العمر أربع سنوات، خارج المنزل عندما تعرض للقصف ونجا، ويعيش الآن مع إيناس التي تقول: "ليس لديه رغبة تُذكر في اللعب وإنه نادرًا ما يتكلم إلا عندما يسأل عن مكان أخته".

وبينما تخلى جيش الاحتلال عن الإنسانية في قصفه المستمر على القطاع، باتت كل سيدة في فلسطين تترقب من ستشيع من زهورها أولًا، فالكل تحت القصف، رضيع أو حدث، صبي أو فتاة، شباب ومسنون، عدسات الكاميرات ترصد ذلك يوميًا بكل كل ساعة، تحت غطاء أمريكي أوروبي ممن يتغنون بحقوق الإنسان يرفضون أن يمنحوها للفلسطينيين، وكأنهم من جنس آخر.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، ارتفاع عدد الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 9061 بينهم 3760 طفلًا، و2326 سيدة.