أمام ضغوط لا تتوقف تقع على عاتق كيان الاحتلال الإسرائيلي، لأجل اتخاذ خطوات ترمي لإعادة أكثر من مائتين من المحتجزين في غزة، زاد وطأتها الظهور الأخير لثلاث أسيرات إسرائيليات كيلن الانتقادات لرئيس حكومتهن وحمّلنه مسؤولية الفشل السياسي والعسكري والأمني الراهن، فيما زعم جيش الاحتلال، قبل قليل، استعادة مجندة خلال عملية برية نفذها ليلة أمس في غزة، وأعدتها المقاومة "محاولة للتشويش".
أول إطلاق سراح تنفذه إسرائيل
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الاثنين، أسماء 3 من جنوده قال إنهم قتلوا خلال الاشتباكات مع المقاومة في معركة طوفان الأقصى، وزعم استعادة مجندة إسرائيلية كانت محتجزة في غزة خلال عملية برية نفذها ليلة أمس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "سُمح بنشر أسماء 3 قتلى من الجيش، وهم الضابط الدكتور يائير زلوف 32 عامًا قائد السرية الطبية في اللواء 401، والضابط ميدان يسرائيل 35 عامًا قائد إمدادات القيادة الجنوبية، والملازم ماور رفائيل شالوم 47 عامًا من وحدة اليمال".
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في منشور عبر حسابها على موقع (إكس) صورة لمجندة قالت إن اسمها أوري مجيديش، أكدت أنها في المنزل بصحة أسرتها.
كتبت: "نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صورة للمجندة الإسرائيلية أوري مجيديش، الذي قال إنه أطلق سراحها من الأسر بعد عملية عسكرية في غزة".
أضاف المنشور "كانت حماس قد اختطفت المجندة مجيديش في 7 أكتوبر، وتم إطلاق سراحها الليلة خلال العمليات البرية".
ويأتي ذلك بينما أكدت تقارير صحفية غربية فشل جميع محاولات التوغل الإسرائيلي البري حتى اليوم.
وفي حال ثبت صدق هذه المزاعم، ستعد هذه العملية هي الأولى من نوعها، التي تشهد إطلاق سراح ناجح ينفذه جيش الاحتلال من قبضة رجال المقاومة الفلسطينية منذ بدأ الهجوم.
She is home.
— Israel Defense Forces (@IDF) October 30, 2023
PVT Megidish was abducted by Hamas on October 7. Tonight, she was released during ground operations.
Ori is now home with her family. pic.twitter.com/7Arr9835Ws
الأسيرات الثلاث
ونشرت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الاثنين، فيديو لثلاث محتجزات، وجهن خلاله سيلًا من الاتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وقالت إحداهن وتتوسط المجلس في رسالة لنتنياهو "نحن نتحمل فشلك السياسي والأمني والعسكري في السابع من أكتوبر، وبسبب عدم وجود جيش هناك، لم يأت أحد لحراستنا أو الحفاظ علينا، نحن مواطنون أبرياء ندفع الضرائب لدولة إسرائيل، موجودون في الأسر، في ظروف سيئة".
واتهمت المحتجزات الجيش الإسرائيلي بأنه يبقي عليهن محتجزات دون تفاوض لرغبته في قتلهن ومن معهن من المحتجزين، وطالبنه بأن يتخذ خطوات لتحريرهن قالت "أنت تريد قتلنا. حررنا الآن، حرر مواطنيهم وأسرهم من أجل تحريرنا، حررنا من أجل أن نعود لعائلاتنا".
وبحسب صحيفة "إسرائيل 24" فإن الثلاث محتجزات هن "ييلنة تروفنوف، 50 عامًا من كيبوتس نير عوز، والتي خطفت مع ابنها ساشا وأمها إيرنا، والثانية كانت ريموت ميرشت ذات الـ 36 عامًا خطفت من كيبوتس نيريم مع زوجها ييجف، والثالثة كانت دانييل الوني ذات الـ 45 عامًا من يفني كانت في زيارة إلى نير عوز وخطفت مع ابنتها أميليا ذات الـ 6 أعوام".
دعاية نفسية يقابلها التشويش
وفي أول رد للرئيس وزراء الاحتلال، رد نتنياهو على فيديو الأسيرات قائلًا إن "هذه دعاية نفسية قاسية من قبل المقاومة"، مُضيفًا "نحضن عائلاتنا وسنبذل أقصى جهودنا لإعادة المختطفين والمفقودين إلى وطنهم".
بالمقابل، قالت الفصائل الفلسطينية إن "مزاعم تحرير مجندة من جيش الاحتلال هدفها "التشويش" على فيديو المحتجزات الذي أحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الإسرائيلي". أضافت أن هذه المزاعم محاولة للهروب من الضغط الذي يمثله ملف المحتجزين على نتنياهو وحكومته، بحد بيان مقتضب للفصائل.
أعيدوهم بأي ثمن
يأتي ذلك بينما، تمارس عائلات المحتجزين الإسرائيليين ضغطًا، متواصلًا على حكومة الاحتلال من خلال الاعتصامات في تل أبيب، أحدثها اليوم قبالة منزل رئيس الكيان إسحق هرتسوج بالقدس الغربية قبل اللقاء معه.
ودعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها، الأحد، للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة.
وكتبت "هآرتس": "يتعين على إسرائيل أن تفرج عن جميع سجنائها الأمنيين الفلسطينيين، وأن تفرغ ثلاجات المشرحة المزدحمة، وكل ما يلزم لإعادة المحتجزين إلى ديارهم على الفور. مرة واحدة، اليوم".
وحملت الصحفية الإسرائيلية الحكومة، ورئيس الوزراء والكنيست والرئيس والحاخامية الكبرى، "هذا الواجب" وطالبت باتخاذ "كل ما هو ممكن لإعادة المحتجزين إلى إسرائيل بأي ثمن".
وقالت إسرائيل في أحدث إحصاء إن 239 شخصًا محتجزًا في قطاع غزة، بينهم نساء وكبار سن وأطفال، منذ الهجوم المباغت للمقاومة في 7 أكتوبر الماضي.