الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

متجاوزين قتلى جميع الحروب منذ 2019.. أطفال غزة ضحايا انتهاكات ذات أبعاد ملحمية

  • مشاركة :
post-title
وضع غير آمن للأطفال في قطاع غزة وسط القصف الإسرائيلي المتواصل

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

بوصفها انتهاكات جسيمة، ذات أبعاد ملحمية، دعت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بعد أن تجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا جراء العدوان الإسرائيلي في القطاع، عدد الأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019.

دعت منظمة إنقاذ الطفولة، في بيان لها، اليوم الأحد، إلى وقف فوري لإطلاق النار في أعقاب مقتل أكثر من 3200 طفل في قطاع غزة، إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدار 23 يومًا، منذ بدء التصعيد في 7 أكتوبر.

قال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة، إن "وفاة طفل واحد هي حالة كثيرة جدًا، لكن هذه انتهاكات جسيمة ذات أبعاد أسطورية. إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان سلامتهم. ويجب على المجتمع الدولي أن يضع الناس قبل السياسة – فكل يوم نقضيه في المناقشة يترك أطفالاً بين قتيل وجريح. يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات، خاصة عندما يبحثون عن الأمان في المدارس والمستشفيات".

40% من ضحايا العدوان

وقالت المنظمة الإنسانية العالمية: "يشكل الأطفال أكثر من 40% من إجمالي 7703 أشخاص قُتلوا في غزة، وأكثر من ثلث إجمالي الوفيات في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. ومع افتراض وجود 1000 طفل آخرين في عداد المفقودين في غزة مدفونين تحت الأنقاض، فمن المرجح أن يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير". بحسب المنظمة.

وجاء في أحدث تقارير وزارة الصحة الفلسطينية، أن من بين أكثر من 8 آلاف من الشهداء خلّفهم القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بلغت حصيلة الشهداء من الأطفال 3595 طفلًا.

وضع صعب للأطفال في قطاع غزة وسط القصف

حصيلة قياسية

وفي تقرير صادم، رصدت منظمة الطفولة العالمية أن عدد الأطفال الذين تم الإبلاغ عن ارتقائهم في قطاع غزة في الأسابيع الثلاثة الماضية قد تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019.

وكتبت المنظمة عبر حسابها على موقع "إكس": "تجاوز مقتل 3,195 طفلًا في غزة خلال ثلاثة أسابيع فقط العدد السنوي للأطفال الذين قُتلوا في جميع أنحاء مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".

400 طفل يوميًا

وقدرت اليونيسيف معدل الضرر الواقع على الأطفال في قطاع غزة، ما بين قتل أو إصابة، بـ"أكثر من 400 طفل إما قُتل أو أصيب يوميًا"، مشيرة إلى حصيلة إصابات تجاوزت 5 آلاف طفل.

أشار تقرير اليونيسيف، الذي صدر قبل خمسة أيام، إلى "تعرض كل طفل في قطاع غزة تقريبًا لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، اتسمت بالدمار واسع النطاق، والهجمات المتواصلة، والنزوح، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء"، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة.

وعدت اليونيسيف، قتل وتشويه الأطفال، والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال، وناشدت بشكل عاجل جميع الأطراف للاتفاق على وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. مشددة "الحرب لها قوانين".

وضع صعب للأطفال في قطاع غزة وسط القصف

وصمة عار

ووصفت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يشكله الوضع في قطاع غزة بـ"وصمة عار "مقابل هذا المعدل الصادم من الوفيات والإصابات بين الأطفال في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

قالت خضر: "إن الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي. إن معدل الوفيات والإصابات بين الأطفال صادم. الأمر الأكثر إثارة للخوف هو حقيقة أنه ما لم يتم تخفيف التوتر، وما لم يتم السماح بالمساعدات الإنسانية — بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود — فإن عدد القتلى اليومي سيستمر في الارتفاع". بحسب موقع اليونيسيف.

وبدأ التصعيد في غزة، مع هجوم مباغت شنته المقاومة الفلسطينية أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر، شمل هجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، وتسلل عناصرها لمستوطنات الغلاف واحتجز عدد من المدنيين وقتل جنود، قابلها جيش الاحتلال بتصعيد غير مسبوق تجاه سكان قطاع غزة، تواصلت خلاله أعمال القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا، والدفع بالفلسطينيين من شمال القطاع إلى الجنوب في محاولات وصفتها الأمم المتحدة بالتهجير القسري.