الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهديد بالإخلاء الفوري.. "القدس" ثاني أكبر مستشفيات غزة يواجه خطر القصف الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
مسعف تابع لإحدى سيارات جمعية الهلال الأحمر يحمل طفلة مصابة في غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

بينما تشتد وتيرة قصف لم يهدأ منذ صباح اليوم الثالث والعشرين للعدوان على قطاع غزة، بمحيط مستشفى القدس الذي تلقى الإنذار "الأشد لهجة" لإخلائه الفوري من المرضى والمصابين تمهيدًا لقصفه في أي لحظة، كغيره من مبانٍ ومنشآت سبقته، وفق الرصد، تواصل الكوادر الطبية تقديم خدماتها وإنقاذ المرضى أمام استحالة الاستجابة لطلب الاحتلال.

ونتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سقط حتى اللحظة، أكثر من 20 ألفًا من الجرحى، بينما استشهد نحو 8 آلاف، وتزداد الضغوط على القطاع الصحي الذي باتت تعمل مستشفياته بأكثر من 150% من طاقتها الاستيعابية، في ظل الصف المتواصل، ونقص الإمدادات الطبية ونقص الوقود، واستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والكوادر الطبية.

تهديد شديد اللهجة

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في تقرير مقتضب، اليوم الأحد، إنه تلقى تهديدات "شديدة اللهجة" بالإخلاء الفوري لمستشفى القدس كونه سيتم قصفه.

ونوّه الهلال الأحمر الفلسطيني بأن محيط مستشفى القدس يشهد منذ الصباح غارات متواصلة أدت إلى تدمير بعض المباني المحيطة به على مقربة 50 مترًا من محيطه.

ومرارًا، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، استحالة الاستجابة لطلب الاحتلال الإسرائيلي، بالإخلاء، لما يمثله الأمر من مخاطرة كبيرة بحياة المرضى الذين بعضهم بـ"حالة حرجة"، بينما لا توجد مناطق أخرى آمنة في غزة في ظل القصف المتواصل.

وفي وقت سابق، أكد عبد العزيز أبو عيشة، مدير العمليات بالهلال الأحمر الفلسطيني، استحالة إخلاء مستشفى القدس رغم التهديدات، في ظل وجود أعداد كبيرة بداخلها تقدر بنحو 12 ألف نازح بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 400 مريض بينهم من هم في حالة حرجة.

وأشار المسؤول بالهلال الأحمر الفلسطيني إلى عدم وجود أي أماكن آمنة في غزة حتى يتم إجلاء المرضى والنازحين والطواقم الطبية في مستشفى القدس إليها، لا سيما بعد استجابة العديد من الفلسطينيين ببعض المناطق السكنية لأمر الإخلاء تجنبًا للقصف، ومن ثمّ تم قصفهم وهم بالشوارع لم يجدوا ما يحتموا به وسط القصف.

"قلق بالغ"

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء تقرير الهلال الأحمر عن تحذير تلقاه بإخلاء مستشفى القدس في غزة.

وكتب تيدروس أدهانوم جيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، على موقع "إكس"، تويتر سابقًا: "إن تقرير الهلال الأحمر الفلسطيني عن تهديدات الإخلاء لمستشفى القدس في غزة مثير للقلق العميق"، مضيفًا: "نكرر – من المستحيل إخلاء المستشفيات المليئة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر".

ثاني أكبر مستشفيات القطاع.. كم تبقى؟

ولا تزال نحو 6 مستشفيات في قطاع غزة تتلقى تهديدات بوجوب الإخلاء بشكل شبه يومي من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيل، بينها القدس، ومجمع الشفاء، والمستشفى التركي، والمستشفى الكويتي و3 مستشفيات أخرى، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة.

ويعد مستشفى القدس، الواقع في مدينة تل الهوى جنوب غربي غزة، ثاني أكبر المؤسسات الصحية في القطاع، بعد مستشفى الشفاء، وهو ما يجعل أمر إخلائه صعبًا للغاية في ظل العدد الكبير الذي يحتمي بجدرانه، بحسب تصريحات أدلى بها متحدث الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد أبو مصبح، اليوم الأحد.

و"القدس" هو أحد مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في قطاع غزة، وثاني أكبر المستشفيات في القطاع، وتبلغ قدرته السريرية نحو 120 سريرًا في مبنى مكون من ستة طوابق، وفي حالات الطوارئ يضاعف عدد الأسرة إلى نحو 200 سرير.

يأتي ذلك بينما باتت نحو 34% من مستشفيات غزة لا تعمل بسبب القصف أو نقص الوقود لتشغيل الكهرباء، بواقع 12 من أصل 35 مستشفى أصبحت خارج الخدمة، إضافة إلى خروج 65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية من الخدمة بواقع 46 مركزًا من أصل 72، فيما يعاني أكثر من 37 ألف شخص من بين النازحين أمراضًا غير معدية، وبينهم 4600 امرأة حامل، و380 حالة ما بعد الولادة تتطلب رعاية طبية بين النازحين، و15% من النازحين يعانون إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء ليست مجهزة، وتفتقر إلى الفرشات والأسرة الطبية. بحسب أحدث تقرير أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، عن الوضع الصحي اليوم الأحد.