الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بأساليب سرد متعددة.. الواقع الفلسطيني في شاشات السينما يحصد جوائز عالمية

  • مشاركة :
post-title
فيلم "الجنة الآن"

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

تشتبك حكايات العديد من الأفلام السينمائية العربية مع القضية الفلسطينية، لتنقل الواقع المتأزم إلى شاشات السينما، وتحاول أن تلقي الضوء على جوانب مُتعددة من واقع العيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وتتباين سياقات هذه الإنتاجات السينمائية، وتختلف طرق السرد، من أجل رسم لوحة سينمائية شاهدة على الصراع الدائر في أرض فلسطين.

وما بين قصص حقيقية وأخرى رومانسية واجتماعية ووثائقية، تنقل شرائط سينمائية الواقع الفلسطيني، وتزينت هذه الأفلام بعدة جوائز عالمية، ونالت إشادة نقدية واسعة، ومنها فيلم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد Paradise Nowأو "الجنة الآن" الفائز بجائزة جولدن جلوب أفضل فيلم أجنبي عام 2006 ونافس على جوائز الأوسكار في نفس العام، وتدور قصته في ساعة ونصف الساعة، حول تجنيد اثنين من أصدقاء الطفولة (سعيد) و(خالد) لتنفيذ عملية انتحارية في تل أبيب، متناولًا معاناتهما من الحياة الصعبة التي يعيشانها في نابلس وكأنهما سجناء في الضفة الغربية، مسلطًا الضوء على القمع الذي يمارسه الإسرائيليون. وقدم الفيلم تحليلًا عميقًا لدوافع منفذي العمليات الاستشهادية في فلسطين.

فيلم "لا بد أنها الجنة"

ووضع المخرج إيليا سليمان، سردًا دراميًا كوميديًا للقضية الفلسطينية، إذ يسافر في فيلمه It must be Heaven "لا بد أنها الجنة" إلى مدن مختلفة ويجد أوجه تشابه غير متوقعة مع موطنه فلسطين الذي يعاني، ويشعر بأن العالم كله يذكره بوطنه فلسطين. وحصل الفيلم على تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2019، وأيضًا جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما "فيبرسي" بالمهرجان نفسه.

فيلم "فرحة"

ولا تغادر الشرائط السينمائية الواقع الفلسطيني، إذ استلهمت المخرجة الأردنية من أصل فلسطيني دارين سلام في فيلمها "فرحة" قصة واقعية لفتاة مراهقة، تختبئ في منزلها خلال النكبة الفلسطينية عام 1948، ليسرد الشريط السينمائي بعيونها جزءًا من المجازر التي ارتكبها جنود الاحتلال وتنقل بعضًا مما عاشه وعانى منه الفلسطينيون. وتوج العمل بجائزة أفضل فيلم شبابي، جوائز شاشة آسيا والمحيط الهادئ APSA، وأيضًا جائزة الاتحاد الأوروبي كأفضل فيلم يورو متوسطي، وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد.

فيلم "200 متر"

ويُعد فيلم "200 متر" أحد أبرز الشرائط السينمائية التي تناولت القضية الفلسطينية، ويتعاون فيه المخرج الشاب أمين نايفة والممثل الفلسطيني علي سليمان، ويسردان في نحو ساعة و36 دقيقة معاناة أب فلسطيني محاصر على الجانب الآخر من الجدار العازل يحاول الوصول إلى المستشفى لابنه، في إطار لا يخلو من الديستوبيا –أدب المدينة الفاسدة أو عالم الواقع المرير- مُسلطًا الضوء على معاناة الفلسطينيين بسبب هذا الجدار. وفاز العمل بجوائز عدة منها جائزة الجمهور في أيام فينيسيا، ونال بطله جائزة أفضل ممثل في مهرجان أنطاليا السينمائي.

فيلم "علم"

واختار المخرج فراس خوري الرمزية للإسقاط على الواقع الفلسطيني في شريطه السينمائي "علم" المتوج بـ3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ تدور قصته في بلدة فلسطينية، حيث يعيش تامر وأصدقاؤه حياة نموذجية كطلاب في المدرسة الثانوية حتى وصول ميساء الجميلة. ولإرضائها، يوافق تامر على المشاركة في عملية غامضة لرفع العلم الفلسطيني عشية أحد الأعياد الفلسطينية.

فيلم "عمر"

ولدى المخرج هاني أبو أسعد مساهمة بارزة أخرى في الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية من خلال فيلم "عمر"، الذي تدور أحداثه حول شاب فلسطيني يناضل من أجل الحرية ويوافق على العمل ويتم القبض عليه ويتعرض لخداع للاعتراف بالذنب في أعقاب مقتل جندي إسرائيلي، ورشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وفاز بجائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان المرموق.

فيلم " احتلال 101"

ومن أبرز الأفلام الوثائقية التي تناولت القضية الفلسطينية فيلم "النكبة" للمخرجة روان الضامن، التي تسرد في 4 أجزاء من السلسلة الوثائقية، واقع القضية الفلسطينية، إذ يستعرض تاريخًا شاملًا للأحداث التي أدت في النهاية إلى طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم، ونال الفيلم إشادة نقدية واسعة وأيضًا جائزة الجمهور لأفضل فيلم بالمهرجان الدولي للسينما الأوروبية العربية.

وكذلك فيلم Occupation 101أو " احتلال 101"، وهو شريط وثائقي مُثير للتفكير حول الأسباب الجذرية الحالية والتاريخية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمشاركة السياسية الأمريكية، حسب وصف الفيلم على موقع Imdb، وتوج العمل بجائزة السعفة الذهبية ب Beverly Hills Film Festival وجائزة الجمهور في East Lansing Film Festival.

فيلم "غزة مونامور"

وفي سرد مختلف للقضية الفلسطينية حقق فيلم "غزة مونامور" نجاحًا كبيرًا وإشادة نقدية واسعة، إذ يحكي عن (عيسى) صياد السمك البالغ من العمر 60 عامًا، الذي يقع في حب خياطة ملابس تدعى (سهام) لكن لا يبوح بمشاعره لها، حتى يعثر بالصدفة على تمثال أبولو، ويشعر في أعماقه أن هذا الاكتشاف سيغير حياته إلى الأبد، ونال الفيلم جائزة NETPAC Awardبمهرجان تورنتو السينمائي الدولي.