الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"وداعا طبرية" رحلة عبر ذاكرة أجيال من الفلسطينيات في فينسيا السينمائي

  • مشاركة :
post-title
فيلم وداعا طبرية

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

تسعى مخرجة الأفلام الوثائقية المقيمة في باريس، لينا سوالم، للبحث في الماضي، بعد أن عملت مع ابنة الممثل الفرنسي زين الدين سوالم والممثلة الفلسطينية هيام عباس، في أول ظهور لها كمخرجة بعنوان "جزائرهم" لتحكي قصة قرار أجدادها من الأب بالانفصال بعد زواج لأكثر من 60 سنة، واليوم تعود مع صورة عائلية حميمة أخرى بعنوان "Bye Bye Tiberias" أو "وداعا طبرية" الذي يعرض لأول مرة اليوم في مهرجان فينسيا السينمائي.

حرصت "لينا" في العمل أن تقدم رحلة عاطفية تشهد عودتها ووالدتها إلى قرية أجداد العائلة في فلسطين، التي تركتها "هيام" في أوائل العشرينات من عمرها لتحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة بأوروبا، لتترك وراءها والدتها وجدتها وسبع أخوات، إلى جانب الأسئلة التي تطارد الممثلة حتى اليوم.

يعزز فيلم "Bye Bye Tiberias" مكانة لينا سوالم كمخرجة أفلام وثائقية، إذ يمثل الفيلم رحلة طويلة، وحول ذلك تقول: "لقد استغرق الأمر بعض الوقت لأفهم سبب رغبتي في القيام بهذا النوع من الأفلام، لكنني في نهاية المطاف، شعرت أن هذا هو الطريق الذي أردت أن أسلكه منذ البداية".

وخلال حديث لينا سوالم وهيام عباس لمجلة Variety قبل العرض الأول لفيلم "Bye Bye Tiberias " في فينسيا السينمائي، الذي سيعرض فيما بعد في مهرجان تورونتو السينمائي، اعترفت "سوالم" بأنها كانت متشككة في البداية بشأن العودة إلى ألبوم العائلة في فيلمها الطويل الثاني، وتقول: "بعد أن قمت بالخطوة الأولى، لم أكن متأكدة من أنني سأمتلك القوة أو الشجاعة للتعامل مع الجانب الأمومي في الأسرة".

فيما أكدت هيام عباس أنها تبذل قصارى جهدها لفصل شخصيتها التي تظهر على الشاشة عن الحياة الحقيقية، إذ كانت مترددة بالقدر نفسه. وتقول: "شعرت بأن علاقتي الحميمة قد تم غزوها - ليس من قِبل لينا بأي شكل من الأشكال، ولكن من خلال عملية فتح أفكاري الخاصة وحياتي الداخلية للفحص".

تدور أحداث فيلم "وداعًا طبريا" بين الماضي والحاضر، ويجمع بين أعمال المصورة السينمائية فريدا مرزوق ولقطات عائلية وأرشيف يعود تاريخه إلى ما يقرب من قرن من الزمان، إذ يصوّر أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات اللاتي يحافظن على قصتهن وإرثهن حيًا من خلال قوة روابطهن، رغم المنفى والتشريد والحسرة.

وتصف لينا سوالم الفيلم بأنه بمثابة تكريم لشجاعة ومثابرة النساء اللاتي "تمكنَّ من تقرير مصيرهن بأيديهن"، على الرغم من الخيارات المحدودة المتاحة لهن في المجتمع الفلسطيني الأبوي والاضطرابات السياسية التي بدأت مع التهجير القسري لأكثر من 700 ألف فلسطيني عام 1948 مع قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتقول: "بالنسبة لي، كان من المهم التعرّف على ذاكرتهن الشخصية، والجماعية".

الخيارات - وعواقبها – تدور في تفاصيل فيلم "وداعا طبريا"، فبينما تفكر هيام عباس في اتخاذ قرار مغادرة دير حنا، وهي قرية صغيرة في الجليل ليست بعيدة عن بحيرة طبريا، قدم نجاحها قدرًا لا يستهان به من التحقق على الرغم من أنه نقلها بعيدًا عن الأماكن التي عرفتها من قبل، ومع ذلك فهي تصر: "الوطن بالنسبة لي هو فلسطين".