يعد الهجوم المفاجئ الذي شنه المقاومون الفلسطينية صباح اليوم السبت، على إسرائيل وأسفر عن مقتل عدد من الإسرائيليين، سقطة لن تنسى للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.
وسلّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مدى الخطورة التي صاحبت هذا الهجوم، من حيث التخطيط والتنفيذ، ما جعله يشكل سُبة كبيرة في جبين إسرائيل، حسب تحليل الصحيفة البريطانية، وتناول التحليل تداعيات هذا الهجوم على الوضع السياسي الإسرائيلي، مركزًا على نقد حكومة نتنياهو وسياساتها تجاه الفلسطينيين.
إخفاق استخباراتي إسرائيلي للأجيال
أكدت الصحيفة اختراق عشرات من عناصر فصائل المقاومة في غضون ساعات قليلة سياج الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، ما فاق قدرة تحمل مواقع الجيش الإسرائيلي المحلية بصورة مفاجئة، وأدى عنصر المفاجأة الى اختطاف عناصر مدنية وعسكرية إسرائيلية في المستوطنات الحدودية الجنوبية، كما قامت العناصر الفلسطينية بتصوير الهجوم أثناء تقدمهم في العديد من المواقع.
وأشار مراسل "الجارديان" في القدس المحتلة، إلى أنه بينما أصبحت صور الآلاف من الصواريخ تملأ السماء خلال الاشتباكات الدورية مع قطاع غزة أمرًا مألوفًا، إلا أن اللقطات التي ظهرت فيها فرق اقتحام فصائل المقاومة تتقدم داخل المدن والمستوطنات الإسرائيلية مثل سديروت، وتقوم بتفجير أبواب المستوطنة وإطلاق النار على السيارات والمارة، كانت منظرًا غير معهود لمعظم الإسرائيليين.
فشل بالرغم من الإجراءات المتقدمة
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن مراقبة المجتمع الفلسطيني من قِبل إسرائيل التي تعتبر متقدمة للغاية، وتعد متابعة أنشطة حماس أحد أهم مهام البنية الأمنية، إلا أن هذا الهجوم المفاجئ نجح. ويشير ذلك إلى مستوى غير مسبوق من الأمان العملياتي داخل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.
يأتي الهجوم في وقت يشهد فيه المجتمع الإسرائيلي اضطرابات اجتماعية عميقة بفعل سياسات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وقد أثار نجاح الهجوم تساؤلات واسعة حول فشل الاستخبارات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في رصده والتصدي له، لا سيما في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر.