نظًم عملية الإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، ويرى البعض من أبناء حزبه أنه يحظى باهتمام مبالغ فيه، إنه النائب مات جايتس، من فلوريدا الذي استطاع تنفيذ عمل سياسي سُجل أنه الأول من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
جايتس هو محامٍ، ترشح لأول مرة لمجلس النواب في ولاية فلوريدا في عام 2010 بعد استقالة النائب السابق عن الحزب الجمهوري راي سانسوم بسبب تهم الفساد، وفاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من خلال حشد موارد أكثر بكثير من خصومه.
ساعده فوزه على الانضمام إلى والده في المجلس التشريعي للولاية، الذي شغل فيه منصب عضو مجلس الشيوخ عن الولاية من 2006 إلى 2016، بما في ذلك فترة عمله كرئيس للمجلس من 2012 إلى 2014، خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب، دعم جايتس العديد من مشاريع القوانين التقليدية للحزب الجمهوري، بما في ذلك تسريع عمليات إعدام السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في فلوريدا، وفقًا لما جاء في "abc NEWS".
كان جايتس ينوي الترشح لمقعد مجلس الشيوخ الذي كان والده يشغله في عام 2016، لكنه اختار بدلاً من ذلك الترشح في منطقة الكونجرس الأولى في فلوريدا بعد أن كان النائب آنذاك. وقال جيف ميلر، وهو جمهوري آخر، إنه لن يسعى لولاية أخرى.
ولاية ألاباما
فاز مرة أخرى في الانتخابات التمهيدية، ومنذ ذلك الحين احتفظ بسهولة بمقعده في مجلس النواب في الجزء الشمالي الغربي من الولاية ألاباما. خلال فترة عمله حتى الآن في مجلس النواب، أثبت جايتس نفسه باعتباره جمهوريًا متشددًا على الرغم من أنه خالف في بعض الأحيان عقيدة الحزب.
وعلى خطى الرئيس الأمريكي السابق مثل دونالد ترامب، الذي يدين له بالولاء الشديد، يهتم جايتس بالسجال مع الخصوم السياسيين أكثر من اهتمامه بالأعمال المتعلقة بالحكم، وفقًا لمنتقديه. وقام جايتس بتعطيل إجراءات مجلس النواب بشكل متكرر، بما في ذلك اقتحام منشأة آمنة حيث كان الديمقراطيون يعقدون جلسة استماع.
لهجة متشددة
بعد أشهر من هجوم 6 يناير على مبنى الكونجرس، وكان حليفًا وثيقًا مع النائبة المتشددة مارجوري تايلور جرين على الرغم من اختلاف الاثنين حول دعمهما لمكارثي، وقاما بتضخيم مزاعم الرئيس السابق بشأن دعمه لنظريات المؤامرة القائلة بأن انتخابات 2020 شابتها عمليات تزوير واحتيال. كما واصل مهاجمة الجمهوريين الذين ينتقدون ترامب، مستخدمًا لغة يقال إنها أثارت قلق مكارثي، الذي كان يخشى أن تحرض على العنف.
في وقت سابق من هذا العام، قاد جايتس محاولة لمنع مكارثي من أن يصبح رئيسًا للحزب، وتراجع في الجولة الخامسة عشرة من الاقتراع بعد موافقة مكارثي على التنازلات. ومن بين الوعود التي قطعها مكارثي للمشرعين اليمينيين هو السماح لأي عضو بتقديم اقتراح لإقالة رئيس البرلمان من منصبه القيادي.
وهدد جايتس وغيره من أعضاء اليمين المتطرف باستخدام هذا التكتيك إذا اعتمد مكارثي على أصوات الديمقراطيين لتمرير أي تشريع للإنفاق، كما فعل خلال عطلة نهاية الأسبوع لتجنب إغلاق الحكومة بفارق ضئيل، فقدم جايتس يوم الاثنين الاقتراح الذي أدى إلى إقالة مكارثي.
دافع الانتقام
وقال جايتس إنه يتصرف لصالح الشعب الأمريكي والناخبين الجمهوريين الذين يريدون أن يقف مكارثي في وجه الرئيس، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بالتخلف عن سداد الديون أو إغلاق الحكومة، وفقا لما نشرته شبكة "CNN".
واتهم مكارثي جايتس أن فعلته جاءت بدافع الانتقام بعد أن رفض الأول التدخل في تحقيق الكونجرس في سلوك جايتس على مدار العامين الماضيين، إذ قادت لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب تحقيقًا في مزاعم سوء السلوك وتعاطي المخدرات وإساءة استخدام أموال الحملة الانتخابية وتهم أخلاقية أخرى. فيما أصر جايتس على براءته من التهم الموجهة إليه طوال الوقت.
وفي الأشهر الأخيرة، تزايدت التكهنات بأن جايتس يضع نصب عينيه منصبًا أعلى. وفيما يتعلق بطموحاته السياسية المستقبلية، رفض عضو الكونجرس عن ولاية فلوريدا اقتراحًا يعتزم بموجبه الترشح لمنصب الحاكم أو مجلس الشيوخ الأمريكي.