الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محطة الضبعة.. بوابة مصر لدخول "العالم النووي"

  • مشاركة :
post-title
جانب من عمليات إنشاء محطة الضبعة النووية بمصر

القاهرة الإخبارية - Mahmoud Nabil

تمثل محطة الضبعة بوابة دخول مصر إلى عالم الطاقة النووية السلمية، والذي لا يسهم في توفير إمدادات ضخمة من الطاقة فحسب، بل يسمح لمصر بتحقيق الاستفادة الاقتصادية من عوائد بيع إمدادات الطاقة الأخرى.

ويعد إنشاء محطة نووية بمدينة الضبعة، جزءًا من عقدٍ موقع بين مصر وروسيا، يتضمن 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور، والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير، الذي يصل إلى أكثر من 60 عامًا مقارنة بالمحطات الحرارية.

تعاون مصري روسي

وبدأت خطوات مصر نحو إنشاء محطة الضبعة، بتوقيع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 19 نوفمبر 2015، اتفاقية لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بأرض الضبعة كمرحلة أولى، والتى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات، بتكلفة إجمالية 20 مليار دولار.

توقيع اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية
اختيار الضبعة

تقع مدينة الضبعة في محافظة مطروح، شمال غربي مصر، ويبدأ تقسيمها الإداري من قرية غزالة شرقًا ويمتد حتى قرية فوكة غربًا، بمساحة إجمالية تبلغ 60 كيلومترًا مربعًا.

وبحسب هيئة الاستعلامات المصرية، اختارت شركة "سوفراتوم" الفرنسية في ثمانينات القرن الماضي، 23 موقعًا صالحة لإنشاء مفاعل نووي، وكان موقع الضبعة الأفضل من وجهة نظر الخبراء، وهو ما أكد ثناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا الاختيار.

ويرجع اختيار الضبعة لإقامة أول محطة نووية للطاقة السلمية لعدة أسباب، يتمثل أبرزها في كونها مكانًا ملائمًا وآمنًا لهذا الغرض، فضلًا عن كونه قريبًا من المياه، والتي يمكن استخدامها لتبريد المحطات النووية، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية.

ومن الناحية الجيولوجية، تعد الضبعة أرضًا مستقرة بعيدة عن حزام الزلزال، مما يضمن عدم حدوث تسريب نووي، كما أنها تبعد نحو 60 كيلومترًا من التجمعات السكانية، وبالتالي لن تُشكل خطورة بيئية أو مجتمعية .

جانب من عمليات إنشاء المحطة
أهمية مشروع الضبعة

تكمن أهمية مشروع الضبعة النووي في الفائدة التي ستعود على مصر في مجالات عديدة، إذ سيكون له فوائد مباشرة على إنتاج مصر من الكهرباء، كما سيتيح لها تنويع مصادرها من الطاقة البديلة غير الناضبة والرخيصة نسبيًا.

وخلال استعراضها للفوائد الاقتصادية للمشروع، أكدت هيئة الاستعلامات المصرية أن المشروع يقلل الاعتماد على النفط والغاز، ويُجنّب البلاد تقلبات أسعارهما.

وعلى المستوى البيئي، تتميز الطاقة النووية بنظافتها وعدم الإضرار بالبيئة، إذ لا تتسبب في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسهم في تغير المناخ، وغيرها من الآثار الناجمة عن استخدامات الوقود الأحفوري. 

وحول الجانب السياسي، تؤكد الاتفاقية عمق العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، وقطع الطريق على المشككين في هذه العلاقات، خاصةً عقب تداعيات حادث تحطم الطائرة الروسية المنكوبة في أجواء سيناء.

مكونات محطة الضبعة النووية
مراحل مشروع الضبعة

وبدأ المشروع مرحلته التحضيرية في ديسمبر 2017، بتجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية، ثم تبدأ المرحلة الثانية تشمل الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر هذه المرحلة لمدة خمسة أعوام ونصف.

وتتمثل المرحلة الأخيرة في الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل، والتي تستمر حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهرًا، حسب معلومات هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر.

وذكرت الهيئة أن تقدم العمل بالمشروع يرتبط مباشرة باستخراج التراخيص التي تهدف إلى ضمان سلامة المحطة من خلال استيفاء الوثائق القانونية اللازمة، والتي ستؤدي إلى الحصول على جميع التراخيص والأذون المطلوبة لقبول الموقع والإنشاء والتشغيل.

ويظل مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية عنصرًا مهمًا في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر "رؤية مصر 2030"، لما يحققه من فوائد عديدة على مستويات مختلفة.