الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نقيب الفنانين بالمغرب: نستهدف حماية المبدعين وقوانين تواكب حركتنا الفنية المميزة

  • مشاركة :
post-title
نقيب الفنانين المغربي مسعود بوحسين

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

نجاح نقدي لأفلامنا خارج الحدود ونطمح في جمهور أكبر للدراما.. ومجال الفن يعاني التناقض الصارخ
أوجه الشكر للإعلام والفنانين المصريين على مساندتهم المغرب في الزلزال المدمر
تطور ملموس للدراما التلفزيونية المغربية ونستهدف جمهورا أوسع

حماية حقوق الفنان المغربي يُعد الهم الأكبر الذي يوليه رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية مسعود بوحسين، سواء كان عاملًا أو فنيًا بما يضمن بيئة عمل مناسبة للحفاظ على المكتسبات وأيضًا النهوض بالفنون المغربية، خصوصًا مع ما يسميه بالتناقض الصارخ بين تصوره في البداية لحياة الفنان المليئة بالشهرة والأضواء البراقة، والحقيقة والواقع الآخر الذي يمكث في خلفية المشهد، إذ يختفي فجأة وينزوي أي فنان لظروف متغيرة، نظرًا لأن حياته ترتبط بالتحولات الاجتماعية وتغير الأذواق، كما أن البريق الذي يحيط بالفنان يحمل في طياته مخاطرة كبيرة.

"عندما اخترت دوري النقابة آمنت به من المنطق النضالي"، هكذا قال مسعود بوحسين، نقيب الفنانين المغاربة، خلال حواره لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، موضحًا: "أُسمي ما أقوم به مسؤولية نقابية وليس عملًا نقابيًا، وأمارسه باعتباري فناناً أولًا وجزء من تكويني الفني يرغب دائمًا في دفع العجلة إلى الأمام، ليأتي بعدنا آخرون يكملون المسيرة".

رغم الحركة الفنية المميزة التي يشهدها المغرب، فإن القوانين المنظمة للعملية الإنتاجية والعلاقات بين صناع الفن لا تواكبها، إذ يشير إلى أن حل هذه الإشكالية تعد من أبرز المكتسبات التي نجح في حلها، وما زال يواصل جهوده مع زملائه في النقابة، إذ يقول: "نُركز دائمًا على الهيكلة القانونية ووضعية الفنان القانونية، ولنا دور كبير في هذا الإطار".

نقيب الفنانين المغربي مسعود بوحسين

وأضاف: "نركز أيضًا على تطوير علاقة الفن بالدولة وما يمكن أن تقوم به من مبادرات لحماية حقوق المبدعين، كما نسعى إلى فتح سبل حوار مع مسؤولي الحكومة لدعم الثقافة والفنون، وهناك استمرارية كبيرة وجهود متصاعدة في هذا الإطار، كما نسعى إلى تعزيز دعم الدولة للمسرح والسينما بشكل خاص، وهناك إنتاجات في المجال السمعي والبصري تتطور يومًا بعد يوم وتدخل الدولة من هذه النواحي قويًا للغاية.

وأكد النقيب أن تركيزه الأكبر ينصب على وضع قوانين لتنظيم العلاقة بين عناصر العمل الإبداعي من ممثلين ومنتجين وفنيين، وقانون يتعلق بإنجاز الأعمال الفنية، وقوانين لحماية حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلني، بالتعاون مع زملاء بنقابات أخرى خصوصًا الموسيقية.

تغيير الاسم

من أجل أن تشمل النقابة كل الفنانين تم تغيير اسمها في إطار تحديث هيكلتها، حسبما يوضح مسعود بوحسين، إذ كانت تحمل في البداية اسم "النقابة المغربية لمحترفي المسرح"، قبل أن تصبح "النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية"، حتى لا تكون قاصرة على من يعملون في مجال المسرح فقط.

قوانين

هناك تحديات أو رهانات أساسية للنقابة، منها مشروع الهيكلة المرتبطة بالفنان، إذ يقول: "هذا الأمر مهم للغاية، كل ما يتعلق بالتنظيم النقابي وآليات التخاطب مع المنتجين، والحماية الاجتماعية للفنان ونصوص العقود، أمور منصوص عليها قانونيًا لكن بعضها يحتاج إلى نقاشات".

ومن التحديات التي يضعها النقيب نُصب عينيه مع حقوق الفنان المغربي، تطوير الصناعة الثقافية المغربية، الذي يعد بمثابة تحدٍ للجميع سواء حكومة أو أجهزة نقابية أو فنانين، قائلًا: "لا بد أن نصل إلى أن تصبح لدينا ثقافة صناعة حقيقية، وأن يكون للفن واجهة تجارية مؤثرة، ولن تكون هناك صناعة ثقافية دون هيكلة تراعي خصوصيتها".

نقيب الفنانين المغربي مسعود بوحسين
المسرح المغربي

وحول وصفه للمشهد المسرحي المغربي حاليًا، قال إنه يسير في مساحة جيدة، إذ إن هناك جهودًا كبيرة تُبذل في المسرح وأعمالًا عدة تُعرض في المهرجانات والأحداث الفنية الدولية الكبرى، فهو مسرح منفتح، ومتنوع ذو أساليب واتجاهات مختلفة، وليس مسرحًا من الممكن أن نحصره في شكل أو نمط محدود، لكن تظل الإشكالية الكبرى أنه لم يستطع أن يبلغ العدد المرجو من الجمهور، وهذا ناتج عن أسباب تنظيمية وتواصلية واقتصادية. 

ويضيف: "العروض المسرحية بطبيعتها مُكلفة وتتطلب تنقلات كثيرة بين مدن عدة، في مقابل أن أرباحها تتطلب إعادة نظر"، موضحًا: "نرى أعمالًا قيمة لكن تُعرض بشكل محدود، ويجب بذل مجهود مضاعف في سبل التواصل مع الجمهور بما ينصب في صالح الثقافة والفنون".

دراما تلفزيونية

تطور ملموس تشهده الدراما التلفزيونية المغربية، وأعمال لها جمهور كبير خصوصًا في بلدان المغرب العربي، حسبما يؤكد النقيب، مشيرًا إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالإنتاج الدرامي التلفزيوني واستهدافًا لجمهور أوسع. 

أما عن السينما فيشير النقيب إلى تميزها بأنها جاذبة للإنتاجات الأجنبية، التي تصور في مناطق مختلفة بالبلاد، خصوصًا مع التمتع بإمكانات تقنية مميزة، ويوفر ذلك الاحتكاك كفاءة مهنية يستفيد منها العاملون في السينما والتلفزيون، الأمر الذي توفره أيضًا المهرجانات الفنية الكبرى والعديدة المتواجدة في المغرب.

وقال نقيب الفنانين: "تُحقق السينما المغربية خارج حدودنا نجاحًا نقديًا بالدرجة الأولى قد تكون له انعكاسات تجارية، وتمزج صناعة السينما المغربية بين النوعين التجاري الذي له جمهوره في دور السينما، وأيضًا الشرائط التي تحقق نجاحًا نقديًا وتحمل رؤية وفكرًا، منها ما يُعرف بـ"سينما المؤلف". 

وأضاف: "نجاح الأفلام المغربية بالمهرجانات الكبرى وحصدها لجوائز له مردوده الإيجابي على الصناعة، خصوصًا أن الأفلام تواجه تحديًا كبيرًا حاليًا بالنسبة للشق التجاري يتعلق بذهاب الجمهور إلى دور العرض، في ظل المنافسة الشديدة كل يوم مع وسائل الترفيه الأخرى".

نقيب الفنانين المغربي مسعود بوحسين

أما عن سبل النهوض بالفن المغربي، فقال إن هناك العديد من الطرق والجهود في هذا الإطار، لكنها تلتقي جميعًا عند حماية الفنان المغربي وسن قوانين تراعي خصوصية المجال الفني من جهة، وأيضا تراعي حرية الإبداع.

ومع تركيز مسعود بوحسين في العمل النقابي أثر ذلك على عمله مخرجًا، إذ يقول: "بالطبع هناك تأثير من ناحية الكم، لوجود ملفات كثيرة وقضايا عدة تتطلب مجهودًا ووقتًا كبيرًا، لكنني لست حزينًا على ذلك لأنني أؤدي عملي عن حب خصوصًا مع الثقة التي حملني زملائي أياها، وليست لي طموحات في العمل الإداري لأنني أحب الإخراج.

الزلزال

هبة شعبية تلقائية ومبادرات وتبرعات من جميع المؤسسات المغربية وأيضًا الجمعيات والنقابات من مختلف أنحاء المغرب توالت من الفنانين المغاربة، بعد أن ضرب البلاد زلزال مدمر، لكنه أثبت تكاتف أبناء البلد، منهم الفنانون، إذ قال مسعود بوحسين: "ذهبت مع قافلة لمؤازرة الضحايا، وهذا دوري كمواطن مغربي قبل أن أكون نقيبًا، ليكتمل المشهد ونرى الجميع يتوجه بالمساعدة على الفور خصوصًا من المناطق المجاورة للزلزال والقريبة منه، وأيضًا المناطق التي يوجد فيها حركة فنية خاصة المنطقة الأمازيغية القريبة من المناطق المتضررة من الزلزال المدمر". 

وتابع: أوجه الشكر للإعلام المصري والفنانين الذين عبروا عن تضامنهم ومساندتهم لما حدث لنا من مُصاب، خلال الزلزال المدمر الذي أسفر عن وقوع ضحايا وتشريد العديد من الأسر والمواطنين.