الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

11300 وفاة ومقابر جماعية.. الـDNA وسيلة الأسر لمعرفة ضحاياها بـ"درنة"

  • مشاركة :
post-title
مقابر جماعية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

أسبوع مرّ على مأساة فيضانات ليبيا، التي حصدت وشردت آلاف الأرواح، فبحسب الأمم المتحدة، خلفت الفيضانات 11300 وفاة، بمدينة درنة وحدها، فيما يتضاءل الأمل في العثور على ناجين.

وفي ظل العدد المهول للجثث في مدينة درنة، انتشرت المقابر الجماعية، خاصة للجثث التي يتم انتشالها من البحر بكميات كبيرة، فيما دعت منظمة الصحة العالمية، ومنظمات إغاثية، إلى التوقف عن دفن الضحايا في مقابر جماعية، لما سيخلفه من مشكلات نفسية طويلة الأمد للعائلات، إضافة إلى أخطار صحية حال دفن الجثث بالقرب من المياه.

وكشف تقرير للأمم المتحدة، عن دفن أكثر من 1000 شخص في مقابر جماعية حتى أمس، فيما قال مدير الطب الشرعي لمنظمة إفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر، بلال سبلوح، إن الجثث متناثرة في الشوارع وعلى الشاطئ.

ودعا كل من منظمة الصحة العالمية، ومنظمات إغاثية، والمسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة، كازونوبو كوجيما، إلى التوقف عن الدفن في مقابر جماعية، وعدم التسرع في عمليات الدفن، وتحسين إدارة الدفن من خلال مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن عملية الدفن بهذا الشكل، تنذر بمشكلات نفسية طويلة الأمد للعائلات، إضافة إلى المخاطر الصحية حال دفن الجثث قرب مصادر المياه.

آلية للتعرف على الضحايا
درنة

العديد من الجثث التي تدفن في المقابر الجماعية مجهولة الهوية، لم يستدل على أهلهم، الذين ما زالوا يبحثون عنهم ولا يعرفون المصير الذي أصابهم، وفي السياق، قال طبيب في درنة، إنه تم التقاط صور للجثث مجهولة الهوية قبل دفنها، على احتمال أن يتمكن الأقارب من التعرف إليها لاحقًا، فيما أعلن النائب العام الليبي أنه سيتم الاحتفاظ بعينات من الحمض النووي لها أيضًا؛ بهدف التعرف على هويتها لاحقًا.

فيما يقوم فريق ليبي، يضم 50 مختصًا، بجمع عينات الحمض النووي من الجثث المجهولية، بعد انتشالها من البحر، إذ كشف رئيس الهيئة العامة للبحث عن المفقودين كمال السيوي، إن عناصر الهيئة يعملون حاليًا على أخذ عينات من الحمض النووي من الجثث المجهولة والمتحللة، بحسب وكالة الأنباء الليبية.

"السيوي" أكد أن الهيئة تعمل على حصر وتوثيق أعداد الضحايا، بالتعاون مع الجهات المسؤولة، مُوضحًا أن عينات الـ DNA التي تم أخذها يتم نقلها إلى قاعدة بيانات الهيئة في طرابلس.

كارثة درنة

وضربت العاصفة دانيال، شرق ليبيا الأحد الماضي، ما أسفر عن هطول أمطار غزيرة، تسببت في انهيار سدين، ما تسبب في تدفق المياه بقوة في مجرى نهر، عادة ما يكون جافًا، لتجرف معها أجزاءً من المدينة بأبنيتها وبنيتها التحتية، حاملة معها ضحايا بالآلاف.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، والصور المنتشرة، حجم الدمار الذي ضرب المدينة، التي كان يقطنها نحو 100 ألف نسمة، وغير معالمها بين ليلة وضحاها.

أسباب انهيار السدين

الدمار الناجم، في المدينة، والأرواح التي فُقدت، سببها الرئيسي انهيار سدي درنة، وفي هذا الصدد أعلن النائب العام الليبي الصديق الصور، مساء الجمعة، بدء التحقيقات لمعرفة أسباب انهيار سديّ مدينة درنة، مُشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت أنهما كانا في حاجة للصيانة.

وأشار "الصور"، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي أسامة حماد، إلى أن مكتب النائب العام باشر مهامه باستدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة عن صيانتها ووزارة الموارد المائية، بحسب "إندبندنت".

وكشف "الصور"، عن أن التحقيقات ستشمل السلطات المحلية والمسؤولين عن أي تقصير أو إهمال، إلى جانب إجراءات حازمة وجادة لمحاسبة المقصرين، قائلًا: "سنحدد أركان وعناصر الجريمة ومرتكبيها".