استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعا، مع حليفه البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وقال إنه سيطلعه على المحادثات التي أجراها مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، يوم الأربعاء في مطار فوستوشني في شرق روسيا.
وأبدى لوكاشينكو اهتمامه بإقامة شراكة ثلاثية بين روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية، قائلًا: "أعتقد أنه يمكننا التفكير في تعاون ثلاثي مع بيونج يانج وموسكو.. أعلم أن الكوريين لديهم اهتمام كبير بك.. أعتقد أن هناك قطعة من العمل يمكن العثور عليها هناك لبيلاروسيا أيضًا، نظرًا للمشكلات الموجودة"، حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان".
تحديات مشتركة
تعتبر كوريا الشمالية جارة روسيا، وتسعى إلى تطوير برامجها الصاروخية والفضائية بمساعدة منها، رغم العقوبات الدولية التي فرضتها الأمم المتحدة وأمريكا والتي تحظر التجارة العسكرية مع بيونج يانج.
ومن ناحية أخرى، تخوض روسيا حربًا في أوكرانيا منذ عام 2022، والتي استنزفت أسلحتها، لذلك يحاول بوتين البحث عن مساعدات من حلفائه لاستكمال الحرب في أوكرانيا.
أما بيلاروسيا فهي حليفة قديمة لروسيا، وتستضيف قوات روسية على أراضيها، لكنها لم تشارك في القتال في أوكرانيا، ولكن كان لها دور كبير في إنهاء الخلافات بين موسكو ومجموعة فاجنر.
أهداف وطموحات
ترغب كوريا الشمالية في الحصول على تكنولوجيا عسكرية وفضائية متطورة من روسيا، بما في ذلك المساعدة في إطلاق قمر صناعي خاص بها، فضلاً عن المساعدات الغذائية والإنسانية، بعد نقص الغذاء الذي بدأ يظهر لديها بسبب القيود التي فرضتها البلاد بسبب كورونا.
وترغب روسيا أيضًا في الحصول على ذخيرة من كوريا الشمالية مقابل تزويدها بأسلحة أو تكنولوجيا، وهي صفقة قالت عنها أمريكا، إنها ستنتهك العقوبات الأممية ضد بيونج يانج. كما ترغب روسيا في تعزيز علاقاتها مع جارتها الكورية والحفاظ على نفوذها في المنطقة.
ومن جهتها تسعى بيلاروسيا للاستفادة من دورها كمحور عسكري لروسيا والحصول على تعويضات مالية أو سياسية عن إغلاق الأسواق الغربية والعقوبات، لكنها لا تريد إرسال جنودها للموت في أوكرانيا.
التطورات الأخيرة
التقى "بوتين" زعيم كوريا في 13 من سبتمبر الجاري بمطار فوستوشني، وهي أول زيارة خارجية للزعيم الكوري منذ أربع سنوات، بعد تفشي وباء كورونا، ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل كثيرة عن المحادثات، لكن من المعتقد أن روسيا كانت تسعى للحصول على ذخيرة من كوريا الشمالية.
وواصل "كيم" رحلته في شرق روسيا البعيد، حيث زار مصنع طائرات في مدينة كومسومولسك الواقعة على بحر الأمور، وشاهد أحدث المقاتلات الروسية. كما من المقرر أن يصل إلى مدينة فلاديفوستوك اليوم، ومن المتوقع أن يشاهد سفن الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، ويزور جامعة ومرافق أخرى.
والتقى "بوتين" نظيره البيلاروسي "لوكاشينكو" أمس الجمعة في سوتشي، وهي المرة السابعة التي يلتقيان فيها هذا العام. وأكد بوتين أن روسيا ستلتزم بالعقوبات الأممية ولن تخالفها، بينما وأشار لوكاشينكو إلى إمكانية التعاون الثلاثي بين روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية.
التحديات والآفاق
قالت الصحيفة البريطانية، إن التعاون الثلاثي بين روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية ربما يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وخاصة مع دول مثل أمريكا والصين والاتحاد الأوروبي، التي تفرض عقوبات على هذه الدول. كما قد يزيد التعاون الثلاثي من قدرة كوريا الشمالية على تطوير برامجها الصاروخية والفضائية، ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.